ظهر المؤرخ الفرنسي بنجامين ستورا على قناة جزائرية رسمية، مقدماً تحليلات مثيرة للجدل حول العلاقات الفرنسية-الجزائرية والقضية المغربية. وفي حديثه الذي يعكس موقفاً منحازاً، دعا ستورا فرنسا إلى مراجعة موقفها من قضية الصحراء وتقديم ما أسماه "إصلاحات تاريخية" في ملف الذاكرة الاستعمارية.
وفي تصريحات تفتقر إلى الموضوعية العلمية المتوقعة من مؤرخ، زعم ستورا وجود "ضغوط" و"لوبيات" تتحكم في وسائل الإعلام الفرنسية لصالح المغرب. هذه التصريحات تثير تساؤلات جدية حول مصداقية طروحاته، خاصة وأنها جاءت على منبر إعلامي معروف بتوجهاته المحددة.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل امتد ليشمل موقفاً مثيراً للجدل حول قضية الكاتب بوعلام صنصال، حيث برر ستورا بشكل غير مباشر الإجراءات المتخذة ضده، متهماً إياه "بالمساس بالمشاعر الوطنية الجزائرية". هذا الموقف يعكس تناقضاً صارخاً مع مبادئ حرية التعبير التي يفترض أن يدافع عنها المثقفون.
إن مثل هذه التصريحات، الصادرة عن شخصية أكاديمية مرموقة، تطرح إشكالية حقيقية حول الموضوعية التاريخية وتسييس الذاكرة. فبدلاً من تقديم تحليل متوازن يساهم في تعزيز التفاهم بين الشعوب، يبدو أن بعض المؤرخين يختارون الانحياز لمواقف سياسية معينة على حساب الحقيقة التاريخية.
