أكد وزير الشؤون الخارجية المغربي ناصر بوريطة أنّ العلاقات بين المغرب والجزائر لا تستدعي أي وساطة خارجية، مشدداً على قدرة البلدين على معالجة خلافاتهما عبر الحوار المباشر. جاء ذلك خلال مقابلة تلفزيونية بثتها قناة "2M" مساء السبت 1 نوفمبر 2025، حيث قال إن "لا أحد يعرف الجزائر أفضل من المغرب، ولا أحد يعرف المغرب أفضل من الجزائر"، داعياً إلى استثمار القرب الجغرافي والروابط التاريخية المشتركة لتجاوز التوترات القائمة.
وأوضح بوريطة أن العاهل المغربي الملك محمد السادس وجّه في أكثر من مناسبة دعوة صريحة إلى فتح حوار مباشر وبناء بين الجارتين، باعتباره السبيل الأمثل لتطبيع العلاقات وتسوية الخلافات، شرط توفر الإرادة السياسية من الجانبين.
وفي حديثه عن قضية الصحراء، أشار الوزير إلى أهمية القرار 2797 الصادر حديثاً عن مجلس الأمن، معتبراً أنه "يضع المبادرة المغربية للحكم الذاتي في صلب العملية السياسية كمرجع وحيد للتفاوض". وقال بوريطة إن القرار ذكر مبادرة الحكم الذاتي ست مرات ضمن أربعة عشر فقرة، ما يعكس، حسب تعبيره، "الاعتراف الدولي المتزايد بجدية وواقعية المقترح المغربي".
وأضاف أن النص حدد الأطراف المعنية بشكل واضح، وهي المغرب والبوليساريو والجزائر وموريتانيا، دون إدخال أطراف أخرى، مؤكداً أن الإطار الأممي الحالي يحظى بدعم دولي واسع، خصوصاً من الولايات المتحدة، مما يكرس المركزية المغربية في مسار التسوية.
وختم بوريطة تصريحه بالتأكيد على أن القرار الأممي الجديد يمثل منعطفاً نوعياً في مسار النزاع، إذ يكرس لأول مرة وبصراحة مبدأ "الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية"، معتبراً أنه تطور يعكس تحولاً في لغة الأمم المتحدة ويدعم رؤية المغرب لحل نهائي للنزاع.


