توقيت غير معتاد لرحلات جوية مستأجرة وتجارية من الجزائر ووهران نحو تندوف أثار أسئلة حول تعبئة مُنظمة داخل مخيمات جبهة البوليساريو، بالتزامن مع استعداد مجلس الأمن للتصويت هذا الأسبوع على مشروع قرار يُتوقع أن يدعم خطة المغرب للحكم الذاتي لعام 2007 في الصحراء الغربية.
بيانات تتبّع الرحلات تُظهر إقلاعاً متكررًا بعد الساعة 23:00 من وهران إلى تندوف؛ منها رحلات "الخطوط الجوية الجزائرية" عند 23:20 و23:45، مع وصول قرابة 01:20 و01:45 بالتوقيت المحلي.
تزامن هذه الحركة الجوية مع تقدّم دبلوماسي واضح لصالح مقترح الحكم الذاتي يثير مخاوف من محاولة إظهار احتجاجات داخل المخيمات كفعل شعبي عفوي، فيما تُشير أنماط الرحلات وتوقيتها —وفق مراقبين إقليميين— إلى مسعى لصناعة مشهد تعبئة بدلاً من تعبير تلقائي من القاعدة.
في هذا السياق، جدّدت واشنطن دعمها للمبادرة المغربية. ففي مقابلة حديثة، قال مستشار رئاسي أميركي، مسعد بولوص، إن خطة الحكم الذاتي "تبقى الحل الأفضل والوحيد القابل للتطبيق" ووصف الموقف الأميركي بأنه "واضح ولا رجعة فيه".
على الجانب الآخر، تُواصل الجزائر دعمها لطرح الاستفتاء الذي يشمل خيار الاستقلال، فيما أفادت منصات إعلامية قريبة من الدولة بأنها قد تُقاطع التصويت احتجاجًا، ما يُظهر حالة عزلة دبلوماسية متزايدة مع ترجيح اعتماد النص داخل مجلس الأمن.
الرحلات الليلية، والمخاوف من احتجاجات مُسيّرَة، ودعم الولايات المتحدة لخطة الحكم الذاتي، جميعها تُشكّل خلفية ساخنة لتصويت مرتقب سيحدد اتجاه ملف الصحراء الغربية، بين مقاربة الحكم الذاتي التي يتقدم بها المغرب، ومواقف داعمة للبوليساريو من داخل الجزائر.


