الابتكار العلمي في صلب رؤية جديدة للرعاية الصحية بإفريقيا من العيون

أضيف بتاريخ 09/08/2025
منصة الجنوبية


شهدت مدينة العيون انعقاد ندوة حول الابتكار العلمي في مجال الرعاية الصحية، ضمن فعاليات المؤتمر السادس للجمعية المغربية للتخدير والإنعاش وعلاج الألم، حيث أجمع المشاركون على أن التكنولوجيات الحديثة تمثل مدخلا أساسيا لتطوير الخدمات الصحية بالقارة الأفريقية. وقد تطرقت المداخلات إلى مجالات متعددة تشمل الطب الدقيق، والذكاء الاصطناعي، والتصوير الطبي، والطب التنبئي والوقائي، وصولا إلى تقنية البلوك تشين وما تحمله من إمكانات جديدة لتأمين البيانات وتنظيم القطاع الصحي.  

المدير التنفيذي للتحالف من أجل البحث الطبي في إفريقيا، بامبا غاي، دعا إلى تكييف حلول الذكاء الاصطناعي مع خصوصيات القارة، وضمان وصول عادل وشامل للتقنيات الرقمية، مع تعزيز الشراكات لدعم الشركات الناشئة. وفي السياق نفسه، أبرز الخبير الكندي عبد الحكيم الصنهاجي دور البلوك تشين في تأمين سلاسل التوريد وإنشاء سجلات طبية موحدة، بينما شدد صلاح الدين قندلي من المعهد السويسري للتصوير والعلاجات الموجهة على أهمية ابتكار مناهج جديدة للتصوير الطبي ملائمة وقليلة الكلفة.  

من جانبها، ركزت نينا ماء العينين، الخبيرة في طب الرئة التداخلي بالولايات المتحدة، على التحديات الخاصة بالتصدي لسرطان الرئة داخل القارة، مشيرة إلى عوامل إضافية تفاقم المخاطر الصحية مثل التلوث والسل وفيروس نقص المناعة. وأوصت بإطلاق مشاريع نموذجية تعتمد على الذكاء الاصطناعي والتصوير الطبي المتنقل لتسهيل التشخيص والتتبع. أما صابر بوطيب، مدير مركز محمد السادس للبحوث والابتكار، فقد أكد ضرورة تسريع إدماج الطب الدقيق من خلال التشخيص المتطور وتجميع الموارد.  

الدعوة إلى ترسيخ الطب التنبئي والوقائي كانت أيضا ضمن محاور الندوة، حيث شدد محمد بن أحمد، الخبير في التكنولوجيا الحيوية، على أهمية إدماج وحدات متخصصة في المناهج الطبية، ودعم البحث المحلي بالمراكز الجينومية، مع تكثيف التحسيس بأهمية أنماط الحياة الوقائية.  

هذا اللقاء العلمي جسد إرادة مشتركة لبلورة رؤية إفريقية موحدة في مجال الابتكار الطبي، بما يسمح ببناء أنظمة صحية عادلة وأكثر استدامة. المؤتمر، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، جمع نحو 160 خبيرا من 25 دولة في 70 جلسة علمية، ما يعكس طموحه لتشكيل منصة رائدة لتبادل المعرفة والارتقاء بمستقبل الرعاية الصحية في إفريقيا.