تجارة الغاز تعيد الدفء بين الجزائر وإسبانيا رغم الجفاء السياسي

أضيف بتاريخ 08/19/2025
منصة الجنوبية


بعد سنوات من التوتر، بدأت العلاقات التجارية تعود تدريجياً بين الجزائر وإسبانيا عام 2025، حتى لو ظلت الخلافات الدبلوماسية قائمة بسبب ملف الصحراء الغربية.

بحسب تقرير لمجلة كورير إنترناسيونال، فإن المبادلات التجارية بين البلدين شهدت انتعاشًا قويًا منذ بداية العام، حيث ارتفعت الصادرات الإسبانية إلى الجزائر بنسبة 162% خلال الخمسة أشهر الأولى من 2025 لتبلغ نحو 900 مليون يورو، رغم أنها لم تصل بعد لمستويات ما قبل الأزمة الدبلوماسية التي اندلعت إثر قطيعة مدريد مع الموقف الجزائري بخصوص الصحراء الغربية.

في التفاصيل، أُشير إلى أن انتعاش المبادلات لا يعني بالضرورة تجاوز الخلاف السياسي، إذ لا تزال الريبة تسيطر على العلاقات بين حكومتي البلدين. رغم ذلك، يؤكد مسؤولون من مجلس الأعمال الجزائري الإسباني أن التبادل التجاري عاد تقريبًا إلى سابق عهده قبل المقاطعة، باستثناء بعض القطاعات، وأبرزها الغاز الذي لم يتوقف تصديره من الجزائر إلى إسبانيا طوال فترة الجفاء، حيث ظل يغطي ما بين 26% و30% من احتياجات السوق الإسبانية عبر أنبوب "ميدغاز".

كما أبرز التقرير أن قطاع السيراميك الإسباني عاد بقوة إلى الأسواق الجزائرية، حيث استوردت الجزائر معدات ومواد أولية من إسبانيا بقيمة تجاوزت 44 مليون يورو منذ مطلع العام.

أما على الجانب الإسباني، فيبقى الحذر سيد الموقف، إذ يشير الإعلام الاقتصادي هناك إلى أن الجزائر فرضت حظرًا شبه كامل على المبادلات مع إسبانيا بين يونيو 2022 ونوفمبر 2024، على خلفية تحولات الموقف الإسباني حيال الصحراء، وهو ما تسبب في خسائر ضخمة لنحو 9 آلاف شركة إسبانية، قبل أن ترفع الجزائر الحظر تدريجياً مع نهاية 2024.