كشفت صحيفة "لافانغارديا" الإسبانية، في تقريرها المنشور في 8 يونيو 2025، عن تطور خطير في ملف الإرهاب الإقليمي، يتمثل في التحاق عناصر صحراوية نشأت في بيئة جبهة البوليساريو بقيادة تنظيم "الدولة الإسلامية" في منطقة الساحل. وأوضح التقرير أن هؤلاء المقاتلين تلقوا تدريباً ودعماً لوجستياً وعسكرياً داخل مخيمات تندوف، التي تخضع للنفوذ الجزائري، وهو ما مكنهم من الارتقاء إلى مراكز قيادية في صفوف التنظيم الإرهابي، ما يشكل تهديداً مباشراً لأمن غرب إفريقيا وأوروبا معاً.
هذا التحول يؤكد صحة التحذيرات التي أطلقها كثير من الخبراء والمحللين الأمنيين، بأن جبهة البوليساريو لم تعد مجرد حركة انفصالية تطالب بحقوق مزعومة، بل تحولت إلى منصة خصبة لتجنيد وتدريب المتطرفين، تحت مظلة الدعم الجزائري المستمر على مختلف الأصعدة. فالدعم العسكري واللوجستي والسياسي الذي تقدمه الجزائر لهذه الجماعة المسلحة سمح لها بالنمو والتحول إلى تهديد عابر للحدود، لا يهدد المغرب وحده، بل يمتد لضرب عمق الأمن الإقليمي والدولي، خاصة مع تصاعد عمليات التنظيمات الإرهابية في منطقة الساحل.
ما كشفته صحيفة "لافانغارديا" ليس مجرد تفاصيل أمنية أو تقارير استخباراتية، بل دليل دامغ على أن تجاهل الارتباط الواضح بين البوليساريو والإرهاب، والتساهل مع الجزائر كدولة راعية لهذا الارتباط، لم يعد مقبولاً أو آمنًا على الإطلاق. استمرار هذا الوضع يفتح الباب لمزيد من الفوضى وعدم الاستقرار، ويجعل من منطقة الساحل مركزاً جديداً للتطرف العالمي، حيث تتلاقى مصالح الجماعات الإرهابية وتنشط شبكات التهريب والاتجار بالبشر والأسلحة.
على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤوليته التاريخية في هذا الملف، وأن يعيد النظر جذرياً في سياساته تجاه دعم أو التسامح مع دول أو جماعات تتحول إلى منصات لتصدير التطرف والإرهاب. فالأمن العالمي أصبح على المحك، وكل تهاون أو تقاعس في مواجهة هذا الخطر سيكون له تداعيات خطيرة على استقرار المنطقة والعالم بأسره.