أودعت السلطات القضائية الجزائرية المؤرخ محمد الأمين بلغيث السجن المؤقت في الدار البيضاء يوم السبت 3 مايو 2025، عقب تصريحات أدلى بها خلال لقاء تلفزيوني على قناة "سكاي نيوز عربية" أثارت جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والثقافية.
وتعود تفاصيل القضية إلى وصف بلغيث للأمازيغية بأنها "مشروع صهيوني فرنسي" وادعائه أن أصول الأمازيغ تعود إلى "عرب فينيقيين"، مما دفع النيابة العامة إلى فتح تحقيق فوري واتهامه بالمساس بالوحدة الوطنية ونشر خطاب الكراهية عبر وسائل الإعلام.
وأكد بيان النيابة العامة أن تصريحات المتهم تشكل انتهاكاً صارخاً للدستور الجزائري الذي يكرس الأمازيغية كمكون أساسي من مكونات الهوية الوطنية إلى جانب الإسلام والعروبة. وبناءً على ذلك، وجهت النيابة للمؤرخ تهماً تتعلق بالاعتداء على رموز الأمة والجمهورية والمساس بسلامة وحدة الوطن.
وأثارت القضية موجة من ردود الفعل الغاضبة في الجزائر، حيث هاجم التلفزيون الرسمي قناة "سكاي نيوز عربية" واعتبر استضافة بلغيث وبث تصريحاته استهدافاً للثوابت الوطنية. وتأتي هذه الواقعة في سياق تطبيق قانون مكافحة التمييز وخطاب الكراهية الذي أقرته الجزائر عام 2020، والذي يشدد العقوبات على كل ما يمس بالوحدة الوطنية أو يحرض على الكراهية والتمييز، خاصة عبر وسائل الإعلام وتكنولوجيا الاتصال.
وقرر قاضي التحقيق، بعد استجواب المتهم، إيداعه الحبس المؤقت إلى حين استكمال التحقيقات في القضية التي أثارت جدلاً واسعاً حول حدود حرية التعبير وعلاقتها بالثوابت الوطنية في الجزائر.