الجزائر تهاجم الإمارات: خطاب نظام عسكري مأزوم يبحث عن عدو خارجي

أضيف بتاريخ 05/04/2025
منصة الجنوبية

في مشهد مألوف لمتابعي الشأن الجزائري، صعد النظام العسكري الحاكم في الجزائر ضد الإمارات. استخدم لغة جارحة وعبارات غير دبلوماسية عبر القناة الوطنية. وصفت الإمارات بـ"الدويلة المصطنعة"، و"الأقزام"، و"الذين يفتقرون إلى الشرف والكرامة والحياء"، في سابقة خطيرة تكشف عن أزمة عميقة داخل السلطة الجزائرية.



ما حدث لم يكن مجرد زلة لسان أو رد فعل عابر. بل جاء في بيان رسمي قرئ في نشرة الأخبار الرئيسية، مصحوباً بأرشيف مصور من خمسينيات القرن الماضي لتصوير الإمارات كبلد فقير معدم، مع تهديدات مباشرة بقطع اليد واللسان "للأقزام الذين يديرون الدولة المصطنعة". هذه اللغة العدائية لم تقتصر على انتقاد السياسات، بل انزلقت إلى الشتائم والتحقير، في انتهاك صارخ لأبسط قواعد التعامل بين الدول.

هذا التصعيد جاء عقب مقابلة بثتها قناة "سكاي نيوز عربية" الممولة إماراتياً مع أكاديمي جزائري، تحدث عن قضايا الهوية الأمازيغية من منظور يوافق السردية الرسمية الجزائرية. استغل النظام، الذي يعاني من عزلة إقليمية وأزمات اقتصادية واجتماعية، الفرصة لتحويلها إلى معركة وهمية مع الإمارات، في محاولة لصرف أنظار الرأي العام عن إخفاقاته الداخلية.

النظام الجزائري، الذي يفتقد إلى الشرعية الشعبية ويواجه سخطاً متزايداً في الشارع، اعتاد على اختلاق أعداء خارجيين كلما اشتدت عليه الأزمات. تتكرر نفس الأسطوانة من المغرب إلى فرنسا، والآن الإمارات: أزمة داخلية تترجم إلى هجوم إعلامي ودبلوماسي ضد "عدو متخيل". هذه الاستراتيجية لم تعد تقنع أحداً، بل تعكس هشاشة النظام وعجزه عن تقديم حلول حقيقية لمشاكل البلاد.

من المثير للسخرية أن النظام الجزائري يهاجم الإمارات، التي حققت قفزات هائلة في التنمية والابتكار والبنية التحتية والدبلوماسية، بينما تغرق الجزائر في الفقر والبطالة وتراجع الخدمات الأساسية. بدلاً من مواجهة الواقع وإصلاح الداخل، يفضل الجنرالات في الجزائر اللجوء إلى تصعيدات إعلامية تعمق العزلة وتضعف صورة الجزائر.

هذا الهجوم يدل على مأزق النظام العسكري الجزائري، الذي لم يعد يملك سوى سلاح الدعاية والشتائم لتبرير فشله. أما الإمارات، فمكانتها الإقليمية والدولية لا تتأثر بمثل هذه الحملات، التي تكشف عن أزمة عميقة في الجزائر أكثر مما تعبر عن خلاف بين الدول.