شهدت مدينة المزونة في محافظة سيدي بوزيد التونسية مأساة إنسانية هزت الشارع التونسي، حيث لقي ثلاثة طلاب مصرعهم إثر انهيار جدار متداعٍ في ثانوية ابن حزم. الحادث المأساوي الذي وقع في 14 أبريل 2025 لم يكن مجرد حادث عابر، بل كشف عن أزمة عميقة تعيشها البلاد.
وكان مدير المدرسة قد حذر السلطات منذ عام 2022 من خطورة الجدار المتصدع، لكن تحذيراته ذهبت أدراج الرياح. المأساة التي أودت بحياة الطلاب الثلاثة، وإصابة اثنين آخرين، أشعلت موجة غضب عارمة في المزونة، المدينة التي تعاني منذ سنوات من التهميش والإهمال.
خرج المئات إلى الشوارع في اليوم التالي للحادث، مطالبين بالعدالة وتحسين البنية التحتية للمدارس. المحتجون الذين أحرقوا الإطارات وهتفوا ضد السلطات، عبروا عن إحباطهم من غياب فرص العمل والخدمات الأساسية في منطقتهم. الاتحاد العام التونسي للشغل تضامن مع الحركة الاحتجاجية ودعا إلى إضراب في المؤسسات التعليمية.
استجابة الرئيس قيس سعيد جاءت بعد أربعة أيام من الحادث، حيث زار المزونة وأمر بفتح تحقيق قضائي. وعد الرئيس بمحاسبة المسؤولين وتخصيص تمويل لإصلاح المدارس المتهالكة، لكن وعوده قوبلت بتشكيك شعبي في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعيشها البلاد.
تونس التي تواجه تضخماً متصاعداً ونمواً اقتصادياً ضعيفاً لم يتجاوز 0.4% في 2023، تعاني من تدهور مستمر في الخدمات العامة. الديون العامة تجاوزت 100% من الناتج المحلي الإجمالي، وغياب اتفاق مع صندوق النقد الدولي يزيد من صعوبة الوضع الاقتصادي.