تصريحات تبون : بين التلويح بتسليح البوليزاريو والانفتاح على إسرائيل

أضيف بتاريخ 02/03/2025
منصة الجنوبية


في مقابلة حديثة مع صحيفة "لوبينيون" الفرنسية، أدلى رئيس الجزائر عبد المجيد تبون بتصريحات مثيرة كشفت عن تحولات محتملة في السياسة الجزائرية تجاه قضايا إقليمية حساسة. وقد أثارت هذه التصريحات جدلاً في الأوساط السياسية والدبلوماسية، خاصة فيما يتعلق بالعلاقات مع إسرائيل.

في ما يخص قضية الصحراء الغربية، صرح تبون قائلاً: "إن [مقاتلي البوليساريو] يطلبون أسلحة نحتفظ بها حالياً". هذا التصريح يشير إلى احتمال زيادة الدعم العسكري الجزائري لجبهة البوليساريو، مما قد يؤدي إلى تصعيد التوتر مع المغرب. وفي سياق متصل، اتهم تبون المغرب بـ "الرغبات التوسعية"، مشيراً إلى أحداث حرب الرمال عام 1963، رغم أن المؤرخين يشيرون إلى تعقيد الأحداث في تلك الفترة.

وفي تطور لافت للنظر، صرح تبون بأن "الجزائر ستكون مستعدة لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل في اليوم ذاته الذي ستقوم فيه دولة فلسطينية كاملة". هذا التصريح يمثل تحولاً كبيراً في الموقف الجزائري التقليدي الرافض للتطبيع مع إسرائيل، ويفتح الباب لتساؤلات حول التوجهات الدبلوماسية الجديدة للجزائر.

وفيما يتعلق بالعلاقات مع فرنسا، أكد تبون أن "التواصل السياسي متوقف تماماً" بين البلدين، باستثناء "التبادل التجاري". وانتقد تبون التصريحات العدائية الصادرة عن بعض السياسيين الفرنسيين تجاه الجزائر، مشيراً إلى أن "كل شيء يأتي من [وزير الداخلية الفرنسي برونو] روتايو مشكوك فيه، بالنظر إلى تصريحاته العدائية والمثيرة للفتنة تجاه بلادنا".

كما تطرق تبون إلى قضية الكاتب بوعلام صنصال، الذي تم توقيفه في نوفمبر الماضي بتهمة المساس بوحدة الوطن. وقال تبون إن هذه "قضية تهدف إلى التعبئة ضد الجزائر"، مضيفاً أن صنصال "يتلقى العلاج ويكلم عائلته".

وفيما يخص الأوضاع في منطقة الساحل الإفريقي، اعتبر تبون اتهامات مالي للجزائر بـ"دعم الإرهاب" تصريحات "منحرفة". وأضاف: "من الصعب علينا أن نقبل وجود مجموعات شبه عسكرية مثل فاغنر على حدودنا، ولقد أبلغنا أصدقاءنا الروس أيضاً بهذا".

وفي ختام المقابلة، حذر تبون إيمانويل ماكرون من "العواقب التي قد تترتب على العلاقات مع الجزائر، إذا اعترفت فرنسا بمغربية الصحراء". وقال تبون إنه أبلغ ماكرون: "إنك ترتكب خطأ فادحاً، لن تكسب أي شيء وسوف تخسرنا".

هذه التصريحات تكشف عن تحديات متعددة تواجه السياسة الخارجية الجزائرية، وتعكس محاولات الجزائر للموازنة بين مواقفها التقليدية والتغيرات الإقليمية والدولية. ويرى محللون أن هذه المواقف قد تؤثر على استقرار المنطقة المغاربية، داعين إلى ضرورة الحوار الإقليمي لمعالجة القضايا العالقة بين دول المنطقة.

في ظل هذه التطورات، يبقى السؤال مطروحاً حول مستقبل العلاقات الجزائرية-المغربية وتأثيرها على القضايا الإقليمية الأوسع. ويبقى الحوار والتعاون الإقليمي ضروريين لتحقيق الاستقرار والتنمية في المنطقة المغاربية، خاصة مع اقتراب موعد كأس أمم أفريقيا 2025 التي ستقام في المغرب، والتي قد تشكل فرصة للتقارب بين الشعبين الجزائري والمغربي.