كشفت عملية تحرير المواطن الإسباني جيلبرت نافارو، الذي اختطف في جنوب الجزائر في 14 يناير 2025، عن تحديات أمنية خطيرة تواجه المنطقة الحدودية بين الجزائر ومالي.
وقع الحادث في منطقة أسكرم قرب تمنراست، حيث قام عناصر من تنظيم داعش في الصحراء الكبرى باختطاف نافارو البالغ من العمر 60 عاماً، ونقله إلى منطقة مناكا في مالي. هذا الحادث سلط الضوء على سهولة اختراق الحدود الجزائرية من قبل الجماعات المسلحة، مما أثار انتقادات من السلطات المالية حول قدرة الجزائر على تأمين حدودها.
لعبت جبهة تحرير أزواد، وهي جماعة طوارقية متمردة تنشط في شمال مالي، دوراً محورياً في تحرير الرهينة. تمكنت الجبهة من تحديد موقع نافارو بالقرب من إنديليمان في منطقة مناكا، وتفاوضت على إطلاق سراحه سلمياً قبل تسليمه للسلطات الجزائرية. هذا التدخل أثار تساؤلات حول قدرة الجزائر على التعامل منفردة مع مثل هذه الأزمات الأمنية.
أظهر الحادث ضعف الإجراءات الأمنية الجزائرية في المناطق الحدودية، حيث تستغل الجماعات المسلحة الوجود الحكومي المحدود للعمل بحرية. كما أن الأزمة الدبلوماسية بين الجزائر ومالي، حيث تتهم باماكو الجزائر بدعم الجماعات الإرهابية بشكل غير مباشر، تضيف تعقيدات سياسية للوضع.
يشير تعاون جبهة تحرير أزواد مع السلطات الجزائرية إلى محاولة الجبهة تمييز نفسها عن الجماعات الإرهابية وتأكيد دورها في استقرار المنطقة. لكن هذا التعاون يثير أيضاً مخاوف حول اعتماد الجزائر على جهات محلية مسلحة لحل الأزمات الأمنية.