كشف التقرير الاستراتيجي الجديد الصادر عن مركز الرباط للدراسات السياسية والإستراتيجية عن تحول جوهري في السياسة المغربية تجاه القارة الأفريقية، مؤكداً أن إفريقيا تشكل محوراً أساسياً في الاستراتيجية الدبلوماسية للمملكة. وقد أبرز التقرير، الذي يغطي مستجدات عام 2025، كيف عززت المملكة المغربية حضورها القاري من خلال سلسلة من المبادرات الاستراتيجية والشراكات المتعددة الأبعاد.
وفي تحليل معمق للتطورات الأخيرة، أوضح الدكتور خالد الشرقاوي السموني، مدير المركز، أن عودة المغرب إلى الاتحاد الأفريقي مثلت نقطة تحول محورية في مسار العلاقات الأفريقية-المغربية. هذه الخطوة الاستراتيجية، التي جاءت بتوجيهات ملكية سامية، أتاحت للمغرب استعادة دوره الطبيعي في محيطه القاري وتعزيز مساهمته في تطوير المنظمة القارية.
ويبرز التقرير الدور المحوري للمغرب في تعزيز الأمن والتنمية المستدامة بالقارة، حيث نجح في مشاركة خبراته في مجالات متعددة، من الإصلاح الديني إلى التعاون الاقتصادي والأمني. وتجلى هذا الدور بوضوح في مشاركة المملكة الفعالة في بعثات حفظ السلام وعضويتها في مجلس السلم والأمن الأفريقي، فضلاً عن تعاونها المثمر مع دول الساحل الخمس.
وفي سياق متصل، سلط التقرير الضوء على المقاربة المغربية المتميزة في معالجة قضايا الهجرة، والتي تجسدت في إنشاء المرصد الأفريقي للهجرة. كما أشار إلى النجاح الدبلوماسي الملحوظ المتمثل في افتتاح قنصليات عامة لدول أفريقية في الأقاليم الجنوبية، مما يعكس تنامي الثقة في الموقف المغربي ويدعم قضية الوحدة الترابية للمملكة.