"لوبوان. سقوط الأسد: هل تتعلم الجزائر من مصير حليفها السوري؟

أضيف بتاريخ 01/17/2025
منصة الجنوبية


سقوط نظام بشار الأسد في دمشق يُلقي بظلاله الثقيلة على الساحة السياسية في الجزائر، التي وجدت نفسها فجأة تفقد حليفاً استراتيجياً طالما اعتمدت عليه في المنطقة. فبعد أن كانت الجزائر تؤكد "تضامنها الثابت" مع "الشقيقة سوريا" حتى الثالث من ديسمبر، ها هي اليوم تواجه واقعاً جديداً يضعها في مأزق جيوسياسي غير مسبوق.

وفي تحليل نشرته مجلة "لوبوان" الفرنسية في عددها 2734 بتاريخ 19 ديسمبر 2024، يسلط الكاتب لوك دو باروشيه الضوء على التشابه الكبير بين النظامين وتداعيات سقوط الأسد على مستقبل الحكم في الجزائر.

يستند كلا النظامين إلى أيديولوجية القومية العربية الناصرية المناهضة للغرب، ويشتركان في نفس النموذج العسكري-السياسي القائم على هيمنة الجيش والمخابرات. كما يتشاركان في قمع المعارضة وعلاقاتهما الوثيقة مع روسيا وإيران، إضافة إلى موقفهما المتشدد من إسرائيل.

وتزداد خسارة الحليف السوري مرارة بالنسبة للجزائر في ظل انتصارات المغرب الدبلوماسية المتتالية في قضية الصحراء الغربية، حيث نجحت الرباط في كسب تأييد الولايات المتحدة (2020) وإسبانيا (2022) وفرنسا (2024). وفي المقابل، كانت سوريا دائماً داعمة لجبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر.

إن هروب "جزار دمشق" إلى موسكو لا يعمق فقط العزلة الدبلوماسية للجزائر، بل يذكر أيضاً بأن الاستبداد مهما طال أمده مصيره السقوط، وأن الدعم الروسي والإيراني ليس ضماناً كافياً للبقاء في السلطة. ومع ذلك، يبدو أن النظام الجزائري، المتمسك بقناعاته، لن يستخلص العبر من هذا الدرس التاريخي.