الجزائر: بين الازدهار الطاقي والتحديات الدبلوماسية

أضيف بتاريخ 01/10/2025
منصة الجنوبية

تشهد الجزائر انتعاشًا اقتصاديًا ملحوظًا بفضل ارتفاع أسعار الطاقة العالمية، مما يضعها في موقع استراتيجي هام على الساحة الدولية. فقد استفادت البلاد بشكل كبير من الأزمة الطاقية العالمية الناجمة عن الحرب في أوكرانيا والعقوبات الغربية على روسيا، حيث أصبحت محط أنظار أوروبا الساعية للتخلص من اعتمادها على الغاز الروسي.



وفي مقابلة أجراها باسكال بونيفاس مع إبراهيم عمنصور، الباحث المشارك ومدير مرصد المغرب في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية والاستراتيجية (IRIS)، بمناسبة صدور كتابه "الجزائر، انتعاش دبلوماسي" عن دار النشر إيرول، تم تسليط الضوء على التحديات والفرص التي تواجه الجزائر في هذه المرحلة الحساسة.

وقد أدى ارتفاع أسعار المحروقات إلى تعزيز الاقتصاد الجزائري وتخفيف تأثير التضخم على المنتجات الأساسية. فقد تضاعفت احتياطيات النقد الأجنبي تقريبًا، من حوالي 45 مليار دولار في عام 2021 إلى 85 مليار دولار في عام 2023. ومع ذلك، يحذر عمنصور من أن هذا الانتعاش قد يثني القادة الجزائريين عن متابعة خطة تنويع الاقتصاد، مما يبقي البلاد معتمدة بشدة على المحروقات التي تمثل 97% من الصادرات وأكثر من 60% من الإيرادات الضريبية.

كما يشير عمنصور إلى أهمية الاقتصاد الرقمي كرافعة محتملة لتنويع الاقتصاد الجزائري، مشددًا على ضرورة تسريع وتيرة الرقمنة لتجنب التهميش في النظام الاقتصادي العالمي. وفيما يتعلق بالعلاقات مع فرنسا، يؤكد على تعقيدها وحساسيتها بسبب الإرث الاستعماري، مشيرًا إلى التقلبات الأخيرة في العلاقات بين البلدين.

أما بالنسبة للعلاقات مع المغرب، فيرى عمنصور أن التوترات الحالية قد تستمر على المدى القصير، خاصة مع تداعيات الحرب في غزة. ومع ذلك، فإنه لا يستبعد إمكانية حدوث انفراج على المدى المتوسط أو الطويل، مشيرًا إلى أن البلدين قد شهدا أزمات أكثر خطورة في الماضي تمكنا من تجاوزها.