أثارت الكاتبة والصحفية الفرنسية-الإيرانية أبنوس شلماني ضجة كبيرة في الأوساط السياسية والإعلامية الفرنسية بعد مداخلتها المثيرة للجدل حول الجزائر في برنامج "24 ساعة بوجاداس" على قناة LCI. وجاءت دعوتها تحت عنوان "فلنستيقظ في مواجهة الجزائر!" لتفتح نقاشاً واسعاً حول العلاقات المعقدة بين البلدين.
وتأتي تصريحات شلماني في خضم توترات متكررة بين فرنسا والجزائر، حيث سلطت الضوء على قضايا حساسة تتعلق بحرية التعبير وحقوق الإنسان في الجزائر. وقد أشارت في حديثها إلى قضية اعتقال الكاتب الجزائري بوعلام صنصال، مستخدمة هذا المثال كدليل على القمع المستمر للأصوات المعارضة في البلاد.
وتناولت شلماني في مداخلتها تأثير الإسلام السياسي على المجتمع الجزائري، وهو موضوع تعرف به في كتاباتها ومواقفها السابقة. كما دعت إلى إعادة تقييم شاملة للموقف الفرنسي تجاه الجزائر، خاصة فيما يتعلق بقضايا الذاكرة المشتركة والتعاون بين البلدين.
وقد انقسمت ردود الفعل على دعوة شلماني بين مؤيد يرى فيها شجاعة في طرح قضايا حساسة، ومعارض يعتبر موقفها متشدداً ومبسطاً للواقع المعقد للعلاقات الفرنسية الجزائرية. وفي حين أشاد البعض بجرأتها في فتح هذا النقاش، انتقد آخرون ما اعتبروه نبرة استعلائية في خطابها.
وفي ظل هذا الجدل المحتدم، تبقى مداخلة شلماني شهادة على عمق الإشكاليات التي تطبع العلاقات بين البلدين، وتؤكد الحاجة إلى حوار صريح وبناء يتجاوز الحساسيات التاريخية ويؤسس لمستقبل أفضل.