فؤاد العروي : المغرب يتحول من جزيرة إلى محور استراتيجي للتنمية والازدهار

أضيف بتاريخ 10/30/2024
منصة الجنوبية


يشهد المغرب تحولاً تاريخياً جذرياً في مكانته الجيوستراتيجية، كما يؤكد الكاتب والمفكر فؤاد العروي في تحليله العميق. فقد شكلت الزيارة الرسمية للرئيس الفرنسي ماكرون نقطة تحول محورية، حيث تعهدت فرنسا بالمشاركة في تنمية الأقاليم الجنوبية المغربية، وحذت إسبانيا حذوها في هذا المسعى.

يتجلى هذا التحول في تشكل محور عمودي يربط باريس بمدريد والرباط، ويمتد جنوباً عبر معبر الكركرات نحو موريتانيا والسنغال، مما يجعل المغرب مركزاً لقوس ازدهار مشترك يمتد من أوروبا إلى قلب أفريقيا. وتتجسد هذه الرؤية في مشاريع بنية تحتية ضخمة، كالقطار فائق السرعة بين طنجة ومراكش، والطرق السريعة التي تربط شمال البلاد بجنوبها، والطريق المزدوج بين تزنيت والداخلة.

تاريخياً، عُرف المغرب بعزلته الجغرافية، محاطاً بالصحراء جنوباً، وجبال الأطلس شرقاً، والساحل الوعر شمالاً. لكن بدأ هذا الوضع في التغير منذ إنشاء الصويرة في عهد السلطان سيدي محمد بن عبد الله حوالي 1780، الذي فتح آفاق التجارة مع أوروبا.

واليوم، يمثل هذا التحول استمراراً لرؤية السلطان محمد الثالث، حيث يتجاوز المغرب عزلته التاريخية ليصبح جسراً للتواصل والتنمية. وكما يشير العروي، فإن هذا التحول سيحرر المغاربة من هاجس العزلة، ويمكنهم من المضي قدماً في مسيرة التنمية بثقة وثبات.

إن هذا التحول الاستراتيجي يفتح آفاقاً جديدة للتعاون الاقتصادي والثقافي، ويؤكد دور المغرب كشريك موثوق في المنطقة. وبفضل الشرعية التاريخية للمملكة وقدرتها على التخطيط طويل المدى، يمضي المغرب بثبات نحو مستقبل واعد كمركز إقليمي للتنمية والازدهار.