في نيودلهي، أُدرِج القفطان المغربي على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لدى اليونسكو خلال الدورة العشرين للجنة الحكومية الدولية، بين 8 و13 ديسمبر. القرار كان متوقعًا للمغرب، لكن النقاشات اتسمت بتوتر لافت حتى اللحظات الأخيرة، مع محاولات متكررة من وفد الجزائر للتشكيك في المسار.
بدأت الاعتراضات الجزائرية بمحاججة تقنية حول إجراءات الإيداع، لكن الأمانة العامة والإدارة العامة المساعدة لقطاع الثقافة في اليونسكو أكّدتا أن المغرب التزم بالقواعد المعمول بها في تقديم الملف. لاحقًا، تحوّل الجدل إلى البعد الثقافي، مع طرح تعديل مفاجئ يدعو إلى إعادة ملف القفطان من دون بتّ، وهو مسار نادر تاريخيًا عندما تكون توصية هيئة التقييم بالقبول. رُفض التعديل، وتم الاكتفاء بتسوية لغوية في النص النهائي: حذف عبارة «تراث مشترك» واستبدالها بمفهوم «انتشار إقليمي» للقفطان المغربي؛ تنازل محدود يجنّب التصعيد من دون تغيير الجوهر.
حاول الوفد الجزائري أيضًا التأثير على ترتيب جدول الأعمال بإدراج تعديلات على عناوين عناصر جزائرية قائمة، لإقحام لفظ «قفطان» في مسميات مثل زيّ العرس في تلمسان، و«القندورة»، و«الملحفة» في الشرق الكبير الجزائري، بهدف خلق سابقة رمزية توحي بوجود القفطان سلفًا على اللوائح. باءت المحاولة بالفشل بعد رفض اللجنة تغيير الجدول. المفارقة أن المغرب ليس عضوًا في اللجنة خلافًا للجزائر، ما قيّد تدخله المباشر، ف عملًا هادئًا بقيادة السفير سامير أدهاري عبر تزويد الوفود بمعلومات موثوقة تشرح السياق المغاربي بعيدًا عن المواجهة.
تكشف هذه الواقعة تصاعد تسييس آليات اليونسكو الثقافية على حساب غايات الحفظ. فوفقًا لآراء خبراء في التراث غير المادي، تتحوّل المنصّات إلى ساحات تنافس سياسي لا تمتّ بالضرورة إلى حماية الممارسات الحيّة. ومع ذلك، تُذكّر اتفاقية 2003 بأن جوهر العمل يتمحور حول المجتمعات: الحِرفيون والخياطون والمصمّمون وسلاسل الإنتاج المرتبطة بالقفطان المغربي، التي تتطلّب دعمًا مباشرًا لتحسين معيشتها واستدامة نقل المهارة.
من المهم أيضًا التوضيح، وفق جون أفريك، أن الإدراج في اليونسكو لا يمنح امتيازًا أو حصرية أو ملكية فكرية لأي طرف. تشجّع الاتفاقية الترشيحات المتعدّدة الجنسيات للعناصر المشتركة، وقد سجّلت الدولتان الكوريتان «الكيمتشي» باسم واحد؛ ما يؤكد أن اليونسكو لا تمنح «صكوك ملكية» ثقافية، بل تعترف بالممارسات وتدعم صونها وانتشارها الإقليمي.


