(لوبوان) واشنطن تدفع نحو اتفاق سلام بين الجزائر والمغرب: تغيير محتمل في معادلة الصحراء الغربية

أضيف بتاريخ 11/10/2025
عن مجلة لوبوان الفرنسية

تزداد التحركات الدبلوماسية الأمريكية بشأن ملف الصحراء الغربية بين الرباط والجزائر، حيث أعلن مسؤولون في إدارة الرئيس دونالد ترامب أن واشنطن تسعى لإبرام اتفاق سلام بين البلدين خلال فترة وجيزة، في ظل اقتراب تصويت حاسم في مجلس الأمن حول مستقبل البعثة الأممية في المنطقة. 



بعد غزة، يعمل المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف (يمين) وصهر دونالد ترامب جاريد كوشنر على "خطة سلام" بين الجزائر والمغرب. © جاكلين مارتن/أسوشيتد برس/سيبا


 


تصريحات المبعوث الخاص ستيف ويتكوف ومستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط جيراد كوشنر أكدت أن الإدارة الأمريكية تعمل بنشاط للتوصل إلى تسوية نهائية تساهم في تقريب وجهات النظر بين الجزائر والمغرب، مستغلّة حالة الانفتاح الجزئي التي ظهرت لدى الأطراف مؤخراً.  

على الجانب الجزائري، لم يصدر موقف رسمي سريع بشأن هذا المقترح؛ غير أن وسائل إعلام مقربة من دوائر القرار أبدت شكوكها، معتبرة أن ما يُطرح قد يكون أقرب إلى مناورة إعلامية واستكشاف مواقف أكثر منه انطلاق باتجاه تسوية حقيقية. الجزائر دافعت عن سياستها المرتكزة على حماية السيادة الوطنية ورفضت في أكثر من مناسبة الضغوط الخارجية المتعلقة بفتح الحدود أو تعديل سياساتها تجاه المغرب، مؤكدة أن أسباب القطيعة متجذرة ولا تقتصر على قضية الصحراء الغربية وحدها.  

تأتي هذه التطورات في سياق توتر متواصل منذ إغلاق الحدود عام 1994، والذي تفاقم بعد التطبيع المغربي الإسرائيلي ضمن "اتفاقات أبراهام"، وساهم في تصعيد القطيعة الدبلوماسية بين الجزائر والمغرب. الطرف الجزائري يصر أن العلاقات مع الرباط وصلت إلى "نقطة اللاعودة"، رغم دعوات أمريكية متكررة لتفعيل الحوار وإيجاد تسوية جذرية لقضية الصحراء.  

في المقابل، يبرز دعم متزايد من واشنطن للموقف المغربي، مع الإشادة بمقترح الحكم الذاتي كحل "جدي وواقعي" تدعمه دول كفرنسا، بريطانيا، وألمانيا، فيما تستمر الصين وروسيا برفض منح الموافقة الكاملة على هذا المسار الجديد. هذه الرؤية تجد ترجمتها في التوجه لافتتاح قنصلية أمريكية في مدينة الداخلة، لتكريس الاعتراف بالمصالح المغربية في المنطقة المتنازع عليها.  

في ظل هذا السياق المتشابك، ينظر مراقبون إلى التحركات الأمريكية كمحاولة لإعادة صياغة التوازنات الإقليمية وإغلاق ملف الصحراء الغربيّة عبر صفقة سلام تدمج المصالح الاقتصادية والأمنية للطرفين. ورغم التفاؤل الرسمي الذي تروّجه واشنطن، تبقى العقبات التاريخية والسياسية بين الجزائر والمغرب حاضرة، ما يجعل أي اختراق محتمل مشروطاً بمراجعات عميقة في أولويات وأجندات كل طرف.