تحولات جيوسياسية: موسكو والجزائر من التحالف إلى القطيعة

أضيف بتاريخ 10/22/2025
منصة الجنوبية


شهدت العلاقات الروسية-الجزائرية تحولاً دراماتيكياً يُنذر بنهاية حقبة من التحالف الاستراتيجي بين البلدين. فبعد عقود من الشراكة العسكرية والسياسية، بدأت بوادر القطيعة تلوح في الأفق، مُحدثةً تغييرات جذرية في المشهد الجيوسياسي لشمال أفريقيا.

وحسب تحليل نشره موقع Le360.ma الإخباري المغربي بتاريخ 21 أكتوبر 2025، فإن بداية هذا التحول يعود إلى عام 2021، حين رفضت الجزائر استقبال السفن الحربية الروسية في ميناء مرسى الكبير، في خطوة اعتبرتها موسكو خيانة من حليفها التاريخي في المنطقة.

وتفاقم التوتر بين البلدين بسبب الملف الليبي، حيث دعمت روسيا المشير خليفة حفتر، في حين وقفت الجزائر إلى جانب حكومة طرابلس. وزاد الطين بلة تصريح الرئيس تبون في يونيو 2021 باستعداد بلاده للتدخل عسكرياً في ليبيا لوقف تقدم قوات حفتر المدعومة روسياً.

ورغم المحاولات الدبلوماسية لرأب الصدع، بما فيها زيارة تبون لموسكو في يونيو 2023، إلا أن روسيا ردت بمنع انضمام الجزائر إلى مجموعة بريكس. وأكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف موقف بلاده قائلاً: "نحن نوسع صفوفنا مع من يشاركوننا رؤيتنا المشتركة."

وفي مالي، تصطدم المصالح الروسية والجزائرية بشكل مباشر. فموسكو تدعم النظام المالي في صراعه ضد الجماعات المسلحة والطوارق، بينما تتبنى الجزائر سياسة دعم المطالب الإقليمية لجيرانها، سعياً منها لتجنب تداعيات قضايا الأقليات على أراضيها.

وتشير التطورات الأخيرة إلى احتمال اعتراف روسي بمقترح الحكم الذاتي المغربي للصحراء، مما قد يشكل ضربة قاصمة للعلاقات الروسية-الجزائرية. وفي ظل هذه التحولات، يبدو النظام الجزائري عاجزاً عن مواجهة عزلته المتزايدة على الساحة الدولية.

ويأتي هذا التحول في وقت يواجه فيه النظام الجزائري تحديات داخلية متزايدة، مما يضعف قدرته على المناورة في الساحة الدولية ويعمق أزمته الدبلوماسية مع حليفه الروسي السابق.