في خطوة تاريخية تعزز مكانة أفريقيا في الصناعات المتقدمة عالمياً، أشرف العاهل المغربي الملك محمد السادس على تدشين أول مصنع لمحركات الطائرات في القارة الأفريقية. المشروع الضخم، الذي تبلغ قيمته 3.4 مليار درهم (حوالي 340 مليون دولار)، يضع المغرب في طليعة الدول الأفريقية المصنعة للتكنولوجيا المتقدمة في مجال الطيران.
يمثل المشروع، الذي تنفذه مجموعة "سافران" الفرنسية في منطقة النواصر، نقلة نوعية في مسار التصنيع الأفريقي المتقدم. وسيوفر المصنع، ثاني أكبر منشأة من نوعها عالمياً، 900 فرصة عمل للكفاءات الأفريقية في مجال التكنولوجيا المتقدمة بحلول 2030.
ويؤكد هذا الإنجاز قدرة القارة الأفريقية على استقطاب الاستثمارات الصناعية الكبرى، حيث نجح المغرب في تطوير قطاع طيران متكامل رفع صادراته من مليار درهم في 2004 إلى 26 مليار درهم في 2024، مستقطباً أكثر من 150 شركة عالمية.
يتكون المشروع من منشأتين رئيسيتين: مصنع لصيانة وإصلاح محركات الطائرات باستثمار 1.3 مليار درهم وقدرة تشغيلية تصل إلى 150 محركاً سنوياً، ومصنع لتصنيع واختبار محركات LEAP 1-A المتطورة المستخدمة في طائرات إيرباص A320 Neo باستثمار 2.1 مليار درهم.
ويفتح هذا المشروع آفاقاً جديدة للتعاون الصناعي الأفريقي-الأوروبي، حيث اختارت "سافران" المغرب كمركز إقليمي لعملياتها في أفريقيا والشرق الأوسط. وتؤكد المجموعة أن اختيارها للمغرب يستند إلى توفر الكفاءات المحلية والبنية التحتية المتطورة، مع التزامها باستخدام الطاقات المتجددة في عملياتها.
ويمثل المشروع نموذجاً للتنمية المستدامة في أفريقيا، حيث يركز على تأهيل الشباب الأفريقي من خلال برامج تدريبية متخصصة في معهد مهن الطيران. وبهذا الإنجاز، تؤكد القارة الأفريقية قدرتها على المنافسة في الصناعات التكنولوجية المتقدمة عالمياً.