الجزائر تعلن عن اتفاق عسكري مع تونس وسط صمت رسمي تونسي

أضيف بتاريخ 10/08/2025
عبر جون أفريك


وقّعت الجزائر وتونس، يوم الثلاثاء 7 أكتوبر، اتفاقًا للتعاون العسكري والأمني في العاصمة الجزائرية، بإشراف رئيس أركان الجيش الجزائري، الفريق السعيد شنقريحة، وبحضور وزير الدفاع التونسي خالد الشلي وعدد من كبار الضباط من البلدين. ورغم تداول الخبر على نطاق واسع عبر وسائل الإعلام الجزائرية، فإن السلطات التونسية لم تصدر أي تعليق رسمي بشأن مضمون الاتفاق أو أهدافه.

بحسب بيان وزارة الدفاع الجزائرية، يهدف الاتفاق إلى تعزيز التنسيق في مجالات التعاون العسكري والأمني وتوسيع آليات المراقبة المشتركة على الحدود بين البلدين. كما يأتي هذا التقارب في ظل أوضاع إقليمية متوترة، بعد تعرض مراكب ضمن “أسطول من أجل غزة” لهجوم بطائرات مسيّرة في ميناء سيدي بوسعيد التونسي بداية سبتمبر، في حادثة أثارت تساؤلات حول مستوى الجاهزية الأمنية في تونس.

الهجوم الذي وقع على مقربة من قصر قرطاج ومن الإقامة الرسمية للسفير الأمريكي كشف عن هشاشة الوضع الأمني في الساحل التونسي، مما زاد من الضغوط السياسية على الرئيس قيس سعيّد، الذي يتبع منذ فترة سياسة خارجية مستقلة تسعى لتوطيد العلاقات مع طهران. وقد أثار هذا التقارب مع إيران تساؤلات غربية حول موقع تونس في التوازنات الإقليمية الجديدة، خصوصًا بعد التلميحات حول احتمال وجود بعض قيادات حركة “حماس” داخل الأراضي التونسية.

في هذا السياق، بدت الجزائر بدورها حريصة على تعزيز تحالفاتها الإقليمية. ففي الخامس من أكتوبر، صرّح الرئيس عبد المجيد تبون بأن بلاده “مستهدفة عسكريًا”، مؤكدًا أن الجيش الجزائري “دفاعي الطابع” لكنه “سيواجه بحزم أي اعتداء خارجي”. ويُنظر إلى الاتفاق الجديد مع تونس على أنه خطوة لتأمين الجبهة الشرقية وتعزيز التعاون في مواجهة التهديدات العابرة للحدود.

تاريخيًا، لطالما اعتبرت الجزائر تونس امتدادًا طبيعيًا لأمنها الوطني، فيما تبدو تونس اليوم في طريق العودة إلى منظومة تحالفاتها التقليدية مع جارتها الغربية بعد سنوات من التقارب النسبي مع القاهرة. وكان هذا التقارب المصري التونسي قد بدأ يتراجع منذ عام 2021، حين تغيّرت أولويات الطرفين بعد إزاحة حركة النهضة من المشهد السياسي.

أما الدعم العسكري الأمريكي لتونس، فبقي محدودًا رغم وعود متكررة بالزيادة، ما جعلها تبحث عن بدائل إقليمية تضمن لها حدًا أدنى من الاستقرار الأمني. ورغم وجود تحفظات داخلية في تونس تُعبّر عن مخاوف من “تبعية مفرطة” للجزائر، فإن التحالف الجديد يعكس رغبة البلدين في تجاوز مرحلة التوتر وبناء تنسيق أمني أكثر فعالية في منطقة تشهد تصاعدًا غير مسبوق في التحديات الأمنية والسياسية.