في حوار حصري مع موقع الأثير التابع لشبكة الجزيرة الإعلامية، كشف رئيس الوزراء التونسي السابق هشام المشيشي تفاصيل غير مسبوقة عن أحداث 25 يوليوز 2021، متحدثاً لأول مرة بعد صدور حكم غيابي بسجنه 35 عاماً بتهمة التآمر على أمن الدولة.
وفي الحوار الذي أجري من دبي حيث يقيم المشيشي حالياً، قدم رواية مفصلة عن فترة رئاسته للحكومة التي امتدت من سبتمبر 2020 حتى يوليو 2021، مستعرضاً علاقته المتوترة مع الرئيس قيس سعيد وطريقة إدارة أزمة كوفيد-19.
وأوضح المشيشي أن الرئيس سعيد كان يتعامل مع المسؤولين كمنفذين فقط، واصفاً إياه بأنه "رجل من النظام القديم" يفتقر إلى الثقة في محيطه. وكشف عن تدخلات رئاسية في تعيين الوزراء، مستشهداً بواقعة تعيين وزير الداخلية توفيق شرف الدين.
وحول أحداث 25 يوليوز، روى المشيشي تفاصيل اجتماعه الأخير مع سعيد، حيث واجه رئيساً غاضباً أعلن تجميد البرلمان وحل الحكومة. وعندما اعترض المشيشي على عدم دستورية القرار، احتُجز لساعات في قصر قرطاج دون هاتفه، قبل أن يوضع لاحقاً تحت الإقامة الجبرية.
وتطرق المشيشي إلى إدارة أزمة كوفيد-19، متهماً الرئيس باستغلال الأزمة الصحية سياسياً وعرقلة جهود الحكومة في توفير اللقاحات. وأضاف أن سعيد أصر على وضع برنامج التطعيم تحت إشراف الصحة العسكرية، مما أدى إلى تأخير وصول اللقاحات للمواطنين.
وفي ختام حديثه، أعرب المشيشي عن أمله في عودة تونس إلى مسار الانتقال الديمقراطي، منتقداً استغلال المؤسسات لتحقيق مكاسب سياسية. ويقيم المشيشي حالياً في دبي حيث يعمل في تدريس القانون الفرنسي، ولم يعد إلى تونس منذ مغادرته.