سلطت صحيفة لوفيغارو الفرنسية الضوء على ستة عقود من الحكم العسكري في الجزائر، معتبرة أن البلاد تعيش منذ الاستقلال عام 1962 تحت قبضة نظام سياسي-عسكري يسيطر على مفاصل الدولة ويحتكر الثروة الوطنية. ووفقاً لما ورد في تقرير الصحيفة، فإن الطبقة الحاكمة في الجزائر تمكنت من ترسيخ سلطتها من خلال السيطرة على عائدات النفط والغاز، وتوظيفها كوسيلة لضمان الولاءات وشراء السلم الاجتماعي، مع استمرار تهميش شرائح واسعة من المجتمع وغياب أي تداول حقيقي للسلطة.
أشارت لوفيغارو إلى أن هذا النظام لم يتوان عن قمع الأصوات المنتقدة، مستدلة باعتقال الكاتب بوعلام صنصال مؤخراً بتهمة "التخابر مع العدو" بسبب تناوله لمواضيع تاريخية حساسة. وتوضح الصحيفة أن الجيش الجزائري ظل اللاعب الأساسي في الحياة السياسية، حيث يفرض هيمنته على المؤسسات ويضيق الخناق على الحريات، ما جعل الجزائر توصف بأنها واحدة من أعرق الديكتاتوريات في العالم المعاصر.
يرى التقرير أن الرؤساء المتعاقبين منذ بن بلة إلى بومدين أسسوا لنموذج سلطوي ما زال قائماً حتى اليوم، إذ تواصل النخبة الحاكمة استغلال الموارد الوطنية لصالحها، مع غياب أي إصلاحات ديمقراطية حقيقية أو انفتاح سياسي. وتخلص الصحيفة إلى أن هذا الوضع يكرس عزلة الجزائر ويعيق تطورها السياسي والاقتصادي، في ظل استمرار قمع المعارضين ورفض أي تغيير جوهري في بنية السلطة.