في الساعات الأولى من يوم الجمعة 27 يونيو 2025، استفاق سكان منطقة لازاب غرب مدينة السمارة على وقع سلسلة انفجارات عنيفة. أثارت هذه الانفجارات حالة من الذعر والاستنفار وسط الأهالي والسلطات المحلية. التحقيقات الأولية أجمعت على أن هذه التفجيرات نجمت عن قذائف هاون أطلقتها مليشيات البوليساريو من مواقعها شرق الجدار الأمني المغربي، في تصرف يؤكد من جديد نهجها العدواني تجاه أمن المنطقة وسكانها
ورغم أن القذائف سقطت في مناطق غير مأهولة قرب مطار السمارة وحي لازاب، ولم تسفر عن خسائر بشرية أو مادية، إلا أن الرسالة واضحة: البوليساريو لا تتردد في تعريض المدنيين للخطر، في استعراض يفتقر لأي بعد استراتيجي أو أخلاقي. هذا التصعيد يأتي في سياق سلسلة من الهجمات العشوائية التي دأبت عليها المليشيا الانفصالية منذ إعلانها الأحادي إنهاء وقف إطلاق النار في نوفمبر 2020، في تحدٍ للقرارات الدولية ولجهود السلام بالمنطقة.
ما يثير الاستغراب أن هذه العمليات العسكرية، التي غالباً ما تستهدف مناطق مدنية أو منشآت أممية مثل بعثة المينورسو، لم تحقق أي مكاسب ميدانية للبوليساريو. بل زادت من عزلتها الدبلوماسية وعمقت صورتها كحركة انفصالية متطرفة تتبنى خطاباً إرهابياً وتلجأ للعنف كلما ضاقت بها الخيارات السياسية. فالمجتمع الدولي، بما في ذلك البرلمان الأوروبي، بدأ يتعامل بجدية مع هذه التهديدات، ويدين بشكل متزايد الأعمال الإرهابية للمليشيا، خاصة بعد تكرار الهجمات على مدن جنوب المغرب وتهديد حياة المدنيين.
تجدر الإشارة أيضاً إلى أن البوليساريو، بدعم مباشر من الجزائر وبعض الأطراف الإقليمية، تحولت إلى مصدر لزعزعة الاستقرار في منطقة الساحل والصحراء. حيث تورطت عناصرها في صراعات خارجية وتحالفات مشبوهة مع جماعات متطرفة، ما يجعلها خطراً ليس فقط على المغرب بل على الأمن الإقليمي برمته. تقارير دولية حديثة وصفتها بميليشيا مرتزقة، وأكدت صلاتها بجماعات إرهابية مثل "داعش" و"حزب الله"، إضافة إلى تورطها في تهديد البنية التحتية المدنية وابتزاز سكان المخيمات وتحويل المساعدات الإنسانية لأغراض عسكرية.
ورغم كل محاولات التلميع الإعلامي، لم يعد يخفى على أحد أن البوليساريو تعاني من أزمة قيادة وانقسامات داخلية حادة، وفقدت أي رؤية سياسية واقعية. لتتحول إلى أداة في يد أجندات إقليمية معادية للاستقرار والوحدة الترابية للمغرب. في المقابل، يواصل المغرب تعزيز أمن أقاليمه الجنوبية والاستثمار في تنميتها. في حين يطرح مبادرات سلمية تلقى دعماً متزايداً من المجتمع الدولي، الذي بات يدرك أن الحل الواقعي والعادل يكمن في الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.
إن هجمات البوليساريو الأخيرة على السمارة ليست سوى دليل إضافي على إفلاس هذا المشروع الانفصالي، وتحوله إلى تهديد إرهابي عابر للحدود. هذا يستوجب موقفاً حازماً من المجتمع الدولي لوقف هذا السلوك وحماية الاستقرار في المنطقة.