خلال مؤتمر نظمته جبهة القوى الديمقراطية في الرباط، قدم الكاتب والصحفي الجزائري أنور مالك كتابه الجديد "البوليساريو-إيران: أسرار الإرهاب من طهران إلى تندوف"، الذي يسلط الضوء على العلاقات المشبوهة بين جبهة البوليساريو وإيران وحزب الله. ويكشف الكتاب، المستند إلى تحقيقات صحفية معززة بوثائق سرية، كيف تستغل طهران الانفصالية الصحراوية لتوسيع نفوذها الجيوسياسي في المغرب العربي والساحل، محولة المنطقة إلى نقطة ارتكاز لمحور طهران-بيروت-إفريقيا.
ووفقاً لمالك، فإن هذا التحالف ليس عفوياً ولا أيديولوجياً، بل يندرج ضمن استراتيجية منهجية للحرس الثوري الإيراني وأذرعه من حزب الله. ويفصل المؤلف عملية تلقين وتجنيد مئات من عناصر البوليساريو، الذين قاتلوا إلى جانب الميليشيات الإيرانية وحزب الله، خاصة في سوريا. كما يوثق الحضور المنتظم لقادة حزب الله وضباط فيلق القدس في مخيمات تندوف، الذين جاؤوا للإشراف على التلقين الأيديولوجي والديني للمقاتلين الصحراويين.
ويكشف الكتاب أيضاً عن دور البوليساريو في تجارة أسلحة "مربحة" على نطاق واسع. حيث تقوم الميليشيات الانفصالية بتحويل الأسلحة والذخائر المستلمة من داعميها وإعادة بيعها "بملايين الدولارات" للجماعات الإرهابية العاملة في منطقة الساحل والصحراء، مما يسهم في عدم الاستقرار المزمن للقارة. كما تم تدريب عناصر من البوليساريو في جنوب لبنان من قبل حزب الله على تقنيات حرب العصابات والتخريب والاغتيالات، وفقاً لكشوفات مالك.
ويحذر المؤلف من السذاجة في التعامل مع شعارات التحرير التي تخفي، حسب قوله، أجندات إرهابية وجيوستراتيجية. وينبه إلى خطر التغلغل العميق للمنطقة من قبل محور تندوف-طهران، الذي يهدد سيادة وأمن المغرب العربي وإفريقيا. والكتاب، الذي سيصدر قريباً في المغرب باللغات العربية والفرنسية والإنجليزية والإسبانية، يمثل دعوة لاستجابة استراتيجية لمواجهة هذا التهديد ودعوة لتبصر صناع القرار الإقليميين.
واستناداً إلى أدلة مستقاة من تسريبات المخابرات السورية وتحقيقات ميدانية، يؤكد أنور مالك أن البوليساريو أصبحت ذراعاً حقيقية للنظام الإيراني في شمال إفريقيا، متجاوزة مجرد كونها متعاونة لتصبح أداة لتصدير الفوضى الإقليمية. والكتاب، الذي يعتبره مؤلفه "دليلاً ملموساً يثبت أن البوليساريو منظمة إرهابية إيرانية بامتياز"، يفرض نفسه كمرجع لفهم الديناميات الجديدة للانفصالية والإرهاب العابر للحدود في الصحراء والساحل.