محمد السادس يدعو إلى نموذج جديد لتمويل التنمية في إفريقيا خلال منتدى "إبراهيم غفرنانس ويكند 2025" بمراكش

أضيف بتاريخ 06/02/2025
منصة الجنوبية

وجه الملك محمد السادس رسالة قوية ورؤية استراتيجية إلى المشاركين في منتدى "إبراهيم غفرنانس ويكند 2025" المنعقد بمراكش، تلاها مستشاره أندري أزولاي. أكد العاهل المغربي في هذه الرسالة على ضرورة إعادة التفكير الجذري في آليات تمويل التنمية في إفريقيا، مشدداً على أهمية تجاوز المقاربات التقليدية واعتماد حلول مبتكرة وشاملة.



شدد الملك على أهمية تعبئة الموارد المحلية للقارة، والتي غالباً ما تكون غير مستغلة بالشكل الأمثل، داعياً إلى ابتكار آليات مالية جديدة تتلاءم مع خصوصيات الواقع الإفريقي. كما أبرز الدور المحوري للجاليات الإفريقية في الخارج، باعتبارها رافعة للنمو ونقل الخبرات، مشيراً إلى أن حسن استثمار هذه الطاقات يمكن أن يحدث تحولاً عميقاً في الاقتصادات الوطنية.

ورأى الملك أن تحقيق التحول المنشود في إفريقيا يمر عبر إصلاحات هيكلية طموحة وترسيخ حكامة جيدة، باعتبارها شرطاً أساسياً لجذب الاستثمارات وضمان نمو عادل. ودعا إلى تعزيز الاندماج الاقتصادي الإقليمي، معتبراً أن تثمين الموارد الطبيعية محلياً يجب أن يكون في صلب استراتيجيات التنمية، بهدف خلق قيمة مضافة محلياً وتقليص التبعية للأسواق الخارجية.

وقدم المغرب كنموذج في هذا المجال، من خلال تنفيذ مشاريع استراتيجية كأنبوب الغاز الأطلسي ومبادرة الأطلسي، وهما مشروعان كبيران يهدفان إلى تعزيز الربط الطاقي والاقتصادي للقارة. وتبرز هذه المبادرات رغبة المغرب في ترسيخ تعاون جنوب-جنوب عملي وتضامني، يقوم على تقاسم الخبرات وتوحيد الموارد.

وفي ختام رسالته، دعا الملك محمد السادس إلى إصلاح منظومة الحوكمة المالية العالمية، معتبراً أنه من الضروري ضمان تمثيل أكثر عدلاً لإفريقيا داخل الهيئات الدولية، وتوفير شروط تمويل أكثر إنصافاً للقارة. واختتم رسالته بالتأكيد على أن روح التضامن والتعاون والمسؤولية المشتركة هي السبيل الوحيد أمام إفريقيا لمواجهة تحديات التنمية المستدامة وفرض مكانتها على الساحة الدولية.