كشفت أحدث البيانات الصادرة عن المعهد الوطني للإحصاء والدراسات الاقتصادية الفرنسي (INSEE) أن 35٪ من المهاجرين الجزائريين في فرنسا، ممن تتراوح أعمارهم بين 15 و64 عاماً، يصنفون ضمن فئة "غير النشطين اقتصادياً". هذه النسبة تشمل الأشخاص الذين لا يعملون ولا يبحثون عن عمل ولا يتابعون دراستهم.
وعند توسيع نطاق الدراسة ليشمل السكان فوق سن 15 عاماً، تؤكد إحصاءات عام 2021 أن حوالي 39٪ من الجزائريين في فرنسا كانوا إما عاطلين عن العمل أو غير نشطين اقتصادياً، مستثنى منهم الطلاب والمتقاعدون. هذه النسبة تقترب من الـ40٪ التي أشار إليها مرصد الهجرة والديموغرافيا.
بالمقارنة مع السكان الفرنسيين الأصليين، تعتبر هذه النسبة مرتفعة بشكل ملحوظ، حيث تبلغ نسبة البطالة وعدم النشاط الاقتصادي مجتمعة لدى الفرنسيين حوالي 12-14٪. كما أن معدل التوظيف بين الجزائريين البالغين لا يتجاوز 35٪، مقارنة بأكثر من 50٪ للفرنسيين الأصليين.
تعود هذه الظاهرة إلى عدة عوامل هيكلية، منها طبيعة الهجرة الجزائرية إلى فرنسا التي تغلب عليها الدوافع العائلية وليست الاقتصادية. كما تتأثر النساء الجزائريات بشكل خاص، حيث أن أكثر من نصفهن خارج سوق العمل والدراسة. يضاف إلى ذلك عامل المستوى التعليمي، إذ أن 40٪ من المهاجرين الجزائريين في سن العمل لا يحملون سوى شهادة التعليم الأساسي كحد أقصى.
ظل معدل عدم النشاط الاقتصادي والبطالة مجتمعين للجزائريين في فرنسا مستقراً نسبياً خلال السنوات الأخيرة، متأرجحاً بين 39٪ و41٪. هذه الأرقام، المستندة إلى إحصاءات رسمية، تعكس تحديات هيكلية في اندماج الجالية الجزائرية في سوق العمل الفرنسي.