منحت أكاديمية فرنسا يوم الأربعاء جائزة سينو ديل دوكا العالمية للكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال البالغ من العمر 80 عاماً والمسجون حالياً في الجزائر. يأتي هذا التكريم، المصحوب بمنحة مالية قدرها 200,000 يورو، في وقت يقبع فيه الكاتب، المصاب بالسرطان، في السجن منذ 16 نوفمبر 2024 في ظروف مقلقة.
وصرح أمين معلوف، رئيس لجنة التحكيم والأمين الدائم للأكاديمية الفرنسية: "تكرم هذه الجائزة قوة كاتب يواصل، متجاوزاً الحدود والرقابة، إسماع صوت حر، إنساني بعمق، وضروري بحزم". واستندت اللجنة، المكونة من اثني عشر عضواً من معهد فرنسا، في قرارها على ثلاثة معايير: الأدب والحرية والالتزام.
تأسست هذه الجائزة عام 1969 من قبل سيمون ديل دوكا تخليداً لذكرى زوجها سينو، الناشر الإيطالي المرموق، وتكرم المؤلفين الذين تحمل أعمالهم "رسالة إنسانية معاصرة". ومن بين الفائزين السابقين كمال داود، مواطن وصديق صنصال، إلى جانب كتّاب بارزين مثل باتريك موديانو وهاروكي موراكامي وخورخي لويس بورخيس.
يأتي منح هذه الجائزة في سياق دبلوماسي متوتر. يقضي صنصال حالياً حكماً بالسجن لمدة خمس سنوات مع غرامة قدرها 500,000 دينار. وتتهمه السلطات الجزائرية بـ"المساس بالوحدة الوطنية" بعد مقابلة أجراها مع قناة "فرونتيير" على يوتيوب، تحدث فيها عن قضايا إقليمية تاريخية تتعلق بالجزائر والمغرب.
وكما أكدت لجنة التحكيم، فإن صنصال "روائي رئيسي في المشهد الفرنكوفوني" و"صوت لا غنى عنه في الأدب المعاصر". ويشهد عمله، الذي يتميز "بقلم شديد الأناقة" و"شجاعة نادرة"، على "التزامه الثابت تجاه لغتنا المشتركة والقيم التي تحملها".