وقع حادث في ليلة 31 مارس إلى 1 أبريل 2025 على الحدود الجزائرية المالية يمثل تصعيداً للتوتر بين الجزائر ودول الساحل. تم إسقاط طائرة مسيرة عسكرية من طراز بيكار أكينجي تابعة للقوات المسلحة المالية بالقرب من تين زواتين، مما أدى إلى أزمة دبلوماسية غير مسبوقة في المنطقة.
وصرح إبراهيم تراوري، رئيس بوركينا فاسو، خلال مقابلة على قناة روسيا اليوم قائلاً: "لا يمكن إسقاط طائرة بهذه الطريقة، يجب أن نكون واضحين، هناك بروتوكول، والرادارات اليوم تسمح بتحديد هوية الطائرات". يعكس هذا الرد استياء دول الساحل مما يعتبرونه عدواناً متعمداً.
يؤكد الجيش الجزائري أنه قام بتحييد الطائرة المسيرة بعد عدة انتهاكات لمجالها الجوي. ووفقاً للجزائر، تم اعتراض الطائرة المسلحة بواسطة مقاتلات ميج-29م. تنفي مالي هذه الرواية، مشيرة إلى تحطم خلال مهمة مكافحة الإرهاب المشروعة.
ورداً على هذا الحادث، قام اتحاد دول الساحل (AES)، الذي يضم مالي وبوركينا فاسو والنيجر، باستدعاء سفرائه المعتمدين في الجزائر. تندد الدول الثلاث بعرقلة عملياتها لمكافحة الإرهاب وانتهاك سيادتها الجماعية.
تأتي هذه الأزمة في سياق تزايد عسكرة منطقة الساحل، حيث يتزايد استخدام الطائرات المسيرة المسلحة بدعم من قوى خارجية مثل تركيا وروسيا. كما يكشف الحادث عن التوترات الكامنة بين الجزائر وجيرانها الجنوبيين بشأن إدارة الأمن الإقليمي.
يشير الموقف الحازم الذي اتخذه إبراهيم تراوري واتحاد دول الساحل إلى تصميمهم على عدم السماح للجزائر بفرض قواعد اللعبة من جانب واحد في المنطقة، مع التأكيد على ضرورة تحسين التنسيق بين الدول في مواجهة التهديد الإرهابي المستمر في الساحل.