كشفت تقارير حديثة عن قيام شركة بايكار، أكبر شركة دفاعية تركية والتي يشارك في ملكيتها سلجوق بيرقدار صهر الرئيس رجب طيب أردوغان، بتوريد أسلحة وطائرات مسيرة إلى السودان. وتقدر قيمة هذه الشحنات بنحو 120 مليون دولار، وتشمل طائرات TB2 المسيرة وصواريخ، رغم العقوبات الدولية المفروضة.
وفقاً لتقارير صحيفة واشنطن بوست، قامت بايكار بتسليم ما لا يقل عن ثماني طائرات مسيرة من طراز TB2 و600 رأس حربي للجيش السوداني في عام 2023. وتمت هذه التوريدات عبر وسطاء وشملت دعماً فنياً، مما أثار تساؤلات حول انتهاك محتمل للعقوبات المفروضة من قبل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
ويأتي هذا التطور في خضم الصراع المستمر في السودان منذ أبريل 2023 بين الجيش السوداني بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي". وقد لعبت الطائرات المسيرة التركية دوراً محورياً في العمليات العسكرية للجيش السوداني، حيث مكنته من تنفيذ ضربات جوية ضد قوات الدعم السريع.
تتخذ تركيا موقفاً مزدوجاً في الصراع، فهي تقدم الدعم العسكري للجيش السوداني وفي الوقت نفسه تسعى للعب دور الوسيط، مما يعكس استراتيجية إقليمية تهدف إلى تحقيق الاستقرار في البلاد. غير أن هذا الموقف المزدوج يثير تساؤلات حول اتساق السياسة التركية في المنطقة.
لقد أحدثت طائرات بيرقدار TB2 تحولاً في مسار المعارك لصالح الجيش السوداني، حيث منحته تفوقاً جوياً ملموساً. ومع ذلك، فإن استمرار تدفق الأسلحة إلى منطقة الصراع يثير مخاوف بشأن تصاعد العنف وتعميق الأزمة الإنسانية التي أدت بالفعل إلى نزوح الملايين ومقتل الآلاف.
