تحولات في إفريقيا: "على فرنسا إعادة النظر في نهجها"، وفقاً لألان جوييه

أضيف بتاريخ 12/23/2024
منصة الجنوبية

قدم الخبير الجيوسياسي ألان جوييه تحليلاً معمقاً للمشهد السياسي الإفريقي خلال حوار مع قناة OpenBox TV، حيث سلط الضوء على التحولات الجذرية التي يشهدها القارة الإفريقية، وخاصة في علاقاتها مع فرنسا.



تشهد إفريقيا الفرنكوفونية سلسلة من الاضطرابات السياسية، حيث توالت الانقلابات العسكرية في مالي والنيجر وبوركينا فاسو والغابون. هذه التغييرات في الأنظمة، التي قادتها في معظم الأحيان الحرس الرئاسي، تمثل قطيعة مع النمط التقليدي الذي كانت فيه هذه الوحدات تحت النفوذ الفرنسي.

وتعود أسباب هذه التحولات العسكرية إلى عوامل هيكلية متعددة، فالفساد المستشري في بعض البلدان، مقترناً بضعف الحكم، أدى إلى تنامي السخط داخل القوات المسلحة. كما ساهم عدم ملاءمة النموذج الديمقراطي الغربي مع الواقع المحلي في تعزيز هذه الحالة من عدم الاستقرار.

يشهد المشهد الجيوسياسي الإفريقي تحولاً عميقاً، ففي الوقت الذي يتراجع فيه النفوذ الفرنسي، تعزز قوى دولية أخرى مثل الولايات المتحدة وروسيا والصين وجودها في القارة. كما أن تنوع تدريب النخب العسكرية الإفريقية، التي أصبحت تتلقى تعليمها في بلدان مختلفة، يؤثر بشكل كبير على توجهاتها الجيوسياسية.

ولإعادة بناء علاقات بناءة مع إفريقيا، يتعين على فرنسا إعادة النظر بشكل جذري في نهجها. وهذا يتطلب تعزيز الفرنكوفونية كفضاء للتبادل، وتطوير شراكات اقتصادية عادلة، ودعم التصنيع المحلي بدلاً من استخراج الموارد، والتخلي النهائي عن الموقف الاستعماري الجديد. هذا التحول في العلاقات الفرنسية الإفريقية يبدو ضرورياً لبناء شراكة متكافئة، تتناسب بشكل أفضل مع واقع القارة.