نجح المغرب في تحقيق اختراق دبلوماسي مهم بوساطته في الإفراج عن أربعة موظفين فرنسيين كانوا محتجزين في بوركينا فاسو. وكان هؤلاء الموظفون، المتخصصون في صيانة أنظمة المعلومات والحاملون لجوازات سفر دبلوماسية وتأشيرات قانونية، قد اعتقلوا في واغادوغو في الأول من ديسمبر 2023 بتهمة التجسس.
وقد أثمرت الجهود الدبلوماسية المغربية عن هذا النجاح بفضل العلاقات المتميزة التي تربط الملك محمد السادس برئيس بوركينا فاسو إبراهيم تراوري، إضافة إلى الروابط التاريخية العميقة بين البلدين ومكانة المغرب كوسيط موثوق به في المنطقة.
يأتي هذا التطور في سياق توتر العلاقات الفرنسية البوركينية منذ الانقلاب العسكري في سبتمبر 2022، حيث قامت بوركينا فاسو بإلغاء الاتفاقية العسكرية المبرمة مع فرنسا عام 1961، وطلبت سحب القوات الفرنسية من أراضيها، وانضمت إلى تحالف دول الساحل مع مالي والنيجر.
وتتزامن هذه الوساطة الناجحة مع تحسن ملحوظ في العلاقات الفرنسية المغربية، والذي تجلى في الزيارة الرسمية للرئيس إيمانويل ماكرون إلى المغرب في أكتوبر 2024، وتعزيز الدعم الفرنسي لمقترح الحكم الذاتي المغربي للصحراء الغربية، مع التطلع إلى شراكة استراتيجية جديدة في عام 2025.