سقوط نظام الأسد يضعف النفوذ الروسي في أفريقيا ويعيد تشكيل موازين القوى في المنطقة.
فقد كانت سوريا، على مدى سنوات، بمثابة البوابة الخلفية للعمليات الروسية في أفريقيا، حيث استخدمت موسكو قواعدها العسكرية في حميميم وطرطوس كنقاط انطلاق رئيسية لعملياتها في ليبيا ومنطقة الساحل. واليوم، مع تغير المشهد السياسي في سوريا، تواجه روسيا تحديًا جديدًا يتمثل في إيجاد بدائل استراتيجية لضمان استمرار نفوذها في القارة السمراء.
وتشير المصادر الاستخباراتية إلى أن موسكو قد تتجه نحو ليبيا كخيار بديل، معتمدة على تحالفها مع المشير خليفة حفتر في شرق البلاد. ويمكن أن يصبح ميناء طبرق ومطار بنغازي المحطتين الرئيسيتين الجديدتين لدعم العمليات الروسية في أفريقيا، خاصة في مالي وبوركينا فاسو وجمهورية أفريقيا الوسطى.
وفي خضم هذه التحولات الاستراتيجية، تبرز أهمية ليبيا كمركز لوجستي محتمل للطموحات الروسية في أفريقيا. فالتحالف بين موسكو وحفتر قد يوفر الأساس لإعادة تموضع القوات الروسية في المنطقة، مما يضمن استمرار نفوذها في القارة الأفريقية رغم خسارتها لقواعدها السورية.