يشكل سقوط نظام بشار الأسد في سوريا منعطفاً حاسماً لجبهة البوليساريو، التي فقدت بذلك آخر داعم رسمي لها في الشرق الأوسط. فمع نفي الرئيس السوري المخلوع إلى روسيا، انتهى عهد من الدعم الثابت للقضية الانفصالية الصحراوية في المنطقة.
يعود التحالف بين سوريا والبوليساريو إلى عام 1977، عندما انضم حافظ الأسد، والد بشار، إلى جبهة عربية للصمود أطلقها العقيد القذافي. وقد أضفى هذا التكتل، الذي ضم ليبيا والجزائر وسوريا واليمن الجنوبي، الشرعية على اعتراف "الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية" خلال قمة في الجزائر العاصمة عام 1978. ومنذ ذلك الحين، تمتعت البوليساريو بتمثيل في دمشق، مع مكتب وممثل معتمد.
تجلى الدعم السوري للبوليساريو بطرق مختلفة على مر السنين. ففي أكتوبر 2023، استقبل السفير السوري في سويسرا عضواً من الجبهة في جنيف. كما سهلت سوريا تنظيم مؤتمر للبوليساريو في بيروت في يونيو الماضي، على هامش اجتماع للأحزاب العربية الداعمة لفلسطين.
وفي المقابل، لم تتردد البوليساريو في إرسال مقاتليها للقتال إلى جانب قوات بشار الأسد، حيث تم اعتقال نحو ثلاثين منهم في حلب من قبل قوات المعارضة، مما يوضح الطبيعة المثيرة للجدل لهذا التحالف.
يمثل انهيار النظام السوري ضربة قوية للبوليساريو، حيث خسرت ليس فقط حليفاً دبلوماسياً حاسماً، بل أيضاً مصدراً للشرعية على الساحة الدولية. وتأتي هذه الخسارة في وقت تواجه فيه الحركة الانفصالية تحديات متزايدة على الصعيدين الدبلوماسي والعسكري.
كان المغرب قد أبدى تحفظات بشأن إعادة دمج سوريا في جامعة الدول العربية، وهو قرار تم تأكيده خلال القمة العربية في الرياض في مايو 2023. وقد أكد وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة آنذاك أن عودة سوريا يجب أن تكون حافزاً لإطلاق عملية سياسية تؤدي إلى حل شامل ومستدام للأزمة السورية.
إن نهاية الدعم السوري للبوليساريو قد تؤثر بشكل كبير على ديناميكيات النزاع في الصحراء الغربية، مما قد يضعف موقف البوليساريو في المفاوضات المستقبلية ويعزز موقف المغرب الذي يدعو إلى حل الحكم الذاتي تحت سيادته.