يكتسب الموقف المغربي بشأن الصحراء الغربية زخماً متزايداً في إفريقيا، كما يتضح من خلال التراجع الكبير في دعم "الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية". وتتحدث الأرقام بنفسها: 37 دولة إفريقية لم تعد تعترف بهذا الكيان، وقامت 22 دولة منها بإنشاء قنصليات في الأقاليم الصحراوية المغربية.
يتزايد العزل الدبلوماسي للجمهورية المزعومة، حيث لم يتبق سوى 17 دولة إفريقية تحتفظ باعترافها بها، منها 9 دول فقط تستضيف تمثيلياتها الدبلوماسية. ويعكس هذا التراجع في الدعم الدولي فعالية الهجوم الدبلوماسي المغربي والإضعاف التدريجي لجبهة البوليساريو.
ومن المتوقع أن تتسارع هذه الحركة مع احتمال تحول عدة دول رئيسية - كينيا وإثيوبيا ونيجيريا ومالي وموريتانيا - إلى المعسكر المغربي قريباً. ومن شأن هذه التغييرات المحتملة في المواقف أن تضعف أكثر وجود "الجمهورية الصحراوية" داخل الاتحاد الإفريقي.
في هذا السباق الدبلوماسي، تحاول الجزائر، الداعم الرئيسي للبوليساريو، مواجهة النفوذ المتزايد للمغرب داخل الاتحاد الإفريقي. ومع ذلك، يتقدم المغرب بمنهجية نحو الحصول على النصاب القانوني اللازم لتعديل النظام الأساسي للمنظمة القارية، مستهدفاً إما طرد "الجمهورية الصحراوية" أو تعليق عضويتها حتى التوصل إلى حل سياسي تحت رعاية الأمم المتحدة.
ومن شأن إعادة التشكيل الدبلوماسي الكبير هذا أن يشكل نقطة تحول حاسمة في هذا النزاع الذي استمر لعقود، معيداً رسم التوازنات الجيوسياسية في شمال إفريقيا.