يشهد الشارع الفنزويلي موجة جديدة من القمع والترهيب قبل أيام من تنصيب الرئيس نيكولاس مادورو لولاية جديدة. فقد شنت قوات الأمن الفنزويلية حملة اعتقالات واسعة طالت شخصيات معارضة بارزة، في خطوة تعكس تصاعد النفوذ المتزايد لوزير الداخلية والعدل ديوسدادو كابيلو.
وشهدت العاصمة كراكاس، التي تحولت إلى ما يشبه الثكنة العسكرية، اعتقال عناصر مقنعة من جهاز المخابرات (سيبين) لصهر المعارض إدموندو غونزاليس أمام أطفاله. كما طال الاعتقال المرشح المستقل السابق إنريكي ماركيز والناشط الحقوقي كارلوس كوريا، في حين حلقت طائرات مسيرة فوق منزل والدة ماريا كورينا ماتشادو، أبرز وجوه المعارضة.
وتكشف هذه التطورات عن تحول جذري في موازين القوى داخل النظام الفنزويلي، حيث برز كابيلو كقائد فعلي للثورة البوليفارية. فهو يسيطر على أجهزة المخابرات والشرطة والجيش، إضافة إلى المجموعات المسلحة المدنية المعروفة باسم "كوليكتيفوس"، مما جعل من مادورو، بحسب مراقبين، مجرد "رهينة فاخرة" في نظام يزداد تشددًا.
وفي ظل هذا المناخ المشحون، يواصل غونزاليز، منافس مادورو في انتخابات 2024 والمنفي حاليًا في إسبانيا، جولاته الدبلوماسية لحشد الدعم الدولي، مؤكدًا عزمه على تنصيب نفسه رئيسًا في 10 يناير، رغم سيطرة النظام المحكمة على الأرض.
"لا أحد في مأمن اليوم في فنزويلا" - هذه العبارة التي رددها صحفي محلي تلخص واقع بلد يغرق في أزمة اقتصادية منذ عقد، ويواجه الآن موجة قمع غير مسبوقة تحت قيادة رجل يبدو مصممًا على إحكام قبضته على السلطة بأي ثمن.