"إن الجزائر تغرق تدريجياً لكن بثبات في أزمة داخلية وخارجية"
- كزافييه دريانكور
في تحليل نشره موقع "سي نيوز" الفرنسي، يتضح أن الجزائر تشهد تراجعاً ملحوظاً في مجال الحريات العامة منذ تولي الرئيس عبد المجيد تبون السلطة عام 2019. فبعد وعود "بجزائر جديدة"، يبدو أن النظام يعود إلى ممارساته القديمة في قمع المعارضة وتقييد الحريات.
ويؤكد كزافييه دريانكور، السفير الفرنسي السابق في الجزائر، أن تبون "بنى نفسه على غموض كبير" بعد سقوط بوتفليقة، مدعياً استمرارية الحراك الشعبي، لكنه في الواقع قام بدفنه. وأضاف دريانكور أنه "رغم أن النظام رئاسي نظرياً، إلا أن الجيش هو من يمتلك السلطة الفعلية في نظام غير شفاف".
وفي مؤشر خطير على تدهور الأوضاع، تم اعتقال الكاتب بوعلام صنصال، الحائز على جوائز من الأكاديمية الفرنسية، بتهم تتعلق بأمن الدولة. وقد وصفه تبون بـ"المحتال المرسل من فرنسا"، في خطاب حاد يعكس توتر العلاقات بين البلدين.
ويشير المراقبون إلى استراتيجية النظام في استخدام مؤثري مواقع التواصل الاجتماعي لزعزعة الاستقرار في فرنسا، حيث تم توقيف ثلاثة منهم بتهم التحريض على العنف. ويرى دريانكور أن "زعزعة استقرار فرنسا هي وسيلة لإضعافها"، مشيراً إلى أن العلاقات بين البلدين وصلت إلى "أدنى مستوياتها".
وفي ظل مشاركة انتخابية لم تتجاوز 10%، يواجه النظام تحديات داخلية كبيرة: اقتصاد متعثر، عزلة دبلوماسية، وهجرة متزايدة للشباب الذين "لا يرون مستقبلاً في بلادهم"، كما يقول السفير السابق.