تُوِّجت ستّون سنة من التقارب المغربي‑السنغالي باحتفال مُنظَّم في مدينة العيون، تخليدًا لذكرى «اتفاقية الإحداث» الموقّعة في 27 مارس 1964 في داكار، والتي أرست إطارًا دائمًا لعلاقات سياسية واقتصادية وثقافية بين البلدين.
الحدث أبرز عمق الشراكة متعددة الأبعاد، من التعاون الدبلوماسي إلى المبادرات الاقتصادية، مرورًا بالروابط الثقافية والتعليمية. وتؤكد هذه الذكرى موقع الرباط وداكار كشريكين موثوقين يدعمان التكامل الإقليمي ويعملان على توسيع التجارة والاستثمار مع الحفاظ على تنسيق سياسي مستمر.
في سياق التحول الرقمي والحوكمة في أفريقيا، شدّد المشاركون على فرص واعدة لبناء قدرات مشتركة في مجالات الذكاء الاصطناعي والبيانات والنظم الرقمية الحكومية، مع الاستفادة من القرب الجغرافي وتلاقي الرؤى الاستراتيجية لدى البلدين.
شهد عام 2025 انعقاد فعاليات دولية في الرباط جمعت شخصيات سياسية ودبلوماسية واقتصادية وأكاديمية لإعادة تأكيد أهداف الشراكة خلال العقد المقبل: تسريع الرقمنة، تعزيز الابتكار، وتبادل الخبرات في سياسات الحوكمة والشفافية.
تاريخيًا، وفّرت اتفاقية 1964 إطارًا قانونيًا يُسهّل إنشاء المؤسسات المشتركة وبرامج التبادل، كما دعمت حضور المغرب والسنغال داخل المحافل الأفريقية. ويُنظر إلى هذه العلاقة باعتبارها نموذجًا للتعاون العملي القابل للقياس من خلال مشاريع وخدمات تسهم في الاندماج الاقتصادي.
عمليًا، تتجه الأولويات الحالية إلى: تعميق الربط الأكاديمي والبحثي، تطوير سلاسل القيمة الإقليمية، وتحسين البنية التحتية الرقمية لضمان أمن البيانات واستمرارية الخدمات. كما يجري الدفع نحو سياسات مشتركة تُحفّز تنقل المواهب وريادة الأعمال التقنية.
تأكيد الشراكة في العيون يعكس انتقالها من الرمزية إلى التنفيذ: أجندة واضحة، مشاريع قابلة للتوسّع، ونتائج متوقعة في الاستثمار، الابتكار، والحوكمة الرقمية، بما يدعم تنافسية المغرب والسنغال ويعزّز مكانتهما كقاطرة تعاون أفريقي.


