تمديد ولاية "المينورسو" في الصحراء الغربية وسط تغيّر موازين الدعم الدولي وتكثيف التحرّك المغربي

أضيف بتاريخ 09/19/2025
منصة الجنوبية


سيصوت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في أكتوبر القادم للمرة الخامسة والثلاثين على تمديد مهمة "المينورسو" بالصحراء الغربية، في خطوة أصبحت بمثابة مؤشر دقيق لتحولات العلاقات الدولية في ملف الصحراء منذ 1991. من أبرز التطورات السياسية الداعمة لمغربية الصحراء، منح بريطانيا اعترافاً رسمياً بمبادرة الحكم الذاتي المغربية، لتلتحق بصف واشنطن وباريس كثالث عضو دائم خلف المشروع المغربي، مع توقيع اتفاقيات ثنائية وتفعيل التعاون.

هذا الانضمام يعزز كتلة "أصدقاء الصحراء"، التي تضم فرنسا، إسبانيا، الولايات المتحدة، روسيا والمملكة المتحدة، حيث صارت أغلبية الفريق تؤيد المقترح المغربي، ما يمنح المغرب ثقلاً حاسماً في صياغة مضمون القرار المرتقب حول مصير البعثة الأممية. من جهة واشنطن، يشدد وزير الخارجية على استمرار دعم إدارة ترامب لخطة الحكم الذاتي، مع إبراز الدور الشخصي للرئيس السابق في دفع الملف الأممي.

خلال الأشهر الماضية، كثف المبعوث الأممي ستافان دي ميستورا نشاطه الدبلوماسي، مؤكداً في تصريحات إعلامية أن دوره الحالي يتلخّص في منع انفجار المواجهة بين المغرب والجزائر بسبب النزاع الصحراوي، ولمّح بذلك إلى أن الجزائر لاعب فعلي في الصراع رغم عدم اعتراف الأمم المتحدة بها كطرف رسمي.

أما على الصعيد المغربي، يتواصل تحرّك وزير الخارجية ناصر بوريطة على نطاق واسع، من خلال تنظيم لقاءات مع وفود روسية وأميركية، وزيارات إلى الصين بهدف تعزيز التحالفات وتحصين القرار الدولي. وفي الوقت الذي تحاول الجزائر الاستمرار في فرض آليات رقابة جديدة، يتضح الانحسار النسبي لمواقفها مع تصاعد تحالفات الرباط وكسبها الأغلبية داخل مجلس الأمن حول الصيغة الأمثل للحل، أي الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.