الموبايل موني يسرّع نمو اتصالات المغرب إفريقيًا

أضيف بتاريخ 11/26/2025
عبر جون أفريك

تعِد اتصالات المغرب بتضخيم إيراداتها من الخدمات المالية الرقمية عبر إفريقيا، بعدما جعلت الموبايل موني محورًا للتوسّع. بلغت إيرادات المجموعة 36.7 مليار درهم في 2024 بصافي ربح 6.1 مليارات، لكن النشاط لم يعد مجرّد “رافعة نمو”، بل بات أداة لتحوّل رقمي، وشمولٍ مالي، وتميّزٍ تنافسي. 



حضور المجموعة يمتدّ إلى 10 دول في إفريقيا جنوب الصحراء عبر فروع Moov Africa، مع نحو 58 مليون مشترك على شبكاتها المحمولة. لمواجهة لاعبين متقدّمين مثل Wave وOrange وMTN، تراهن اتصالات المغرب على أربع ركائز: منصة تقنية موحّدة وحديثة، توظيف ذكي للبيانات، شراكات فاعلة، وشبكة توزيع كثيفة، بالتوازي مع تحسين التجربة وتوسيع المحتوى بما يتجاوز الخدمات التقليدية كالإيداع والسحب والتحويل والدفع والتأمين.

في تشاد، حيث أُطلق Moov Money في 21 نوفمبر، تبرز المجموعة جانب الأمان: تبسيط الاستخدام مع تعزيز المصادقة برمزٍ لمرة واحدة وبالبصمة، إلى جانب بنى تحتية مُكرّرة لضمان توافر الخدمة على مدار الساعة، وتشفير، وأنظمة مكافحة الاحتيال، ومراقبة لحظية، وذكاء اصطناعي تنبّؤي. وفي ساحل العاج، أطلقت بطاقة MoovMoney بالتعاون مع Mastercard وHuawei وGT Bank، بصيغةٍ فعلية أو افتراضية، بسعر 5000 فرنك إفريقي للبطاقة الفعلية و500 فرنك للرقمية، لتمكين السحب والدفع محليًا وعالميًا لعملاء Moov Money.

في الغابون، حيث تتصدّر المجموعة عدد مشتركي المحمول أمام Airtel، تعمل Moov Africa على نيل ترخيص من بنك دول وسط إفريقيا BEAC للتحوّل إلى مؤسسة نقود إلكترونية، تمهيدًا لتوسيع محفظة الخدمات المالية الرقمية وإضفاء طابع تنظيمي عليها.

لكن إعادة رسم الخريطة تتطلّب أكثر من المنتجات: تجربة استخدام فائقة البساطة بتصميم واضح ومسارات سلسة، تكثيف شبكة التوزيع، واستهداف شرائح واعدة مثل الشركات الصغيرة والمتوسطة. هذه الشريحة، التي طال تهميشها، قادرة على دفع النمو إذا ما حصلت على حلول دفع وتسويات أسرع، وتسوية تلقائية، وخدمات عابرة للحدود أكثر سلاسة، بما في ذلك قنوات قائمة على العملات المستقرة حيث تتوافر الأطر الملائمة.

إلى جانب ذلك، يبقى تطوير الشبكة، خفض الرسوم، الابتكار المنتجّي، والشراكات مع موزّعين محليين—محطات الوقود، سلاسل التجزئة، اللاعبين اللوجستيين، والـ fintech—مفاتيح لتحريك المنظومة بأكملها في أسواق غرب ووسط إفريقيا حيث يحتدم التنافس.

ورقة أخرى بيد المجموعة هي القيادة التنفيذية: تعيين كمال عقبة على رأس فرع الموبايل موني يمنح النشاط استقلالية تشغيلية وسرعة ومرونة وربحية أعلى، لأن قواعده تختلف عن الصوت والبيانات. يمتلك عقبة خبرة عميقة في الاتصالات والخدمات المالية من Airtel وAxian، ومهمته تسريع نمو الـ fintech داخل فروع Moov Africa، في مجموعة تُساهم الدولة المغربية بـ22% من رأسمالها.

الرصيد البشري والخبرة التشغيلية—من تعليم هندسي بين الرباط وباريس إلى إدارة أسواق من المغرب وتشاد وموريتانيا وتنزانيا والغابون وصولًا إلى السنغال—يجعلان من التوسّع الحالي أكثر قابلية للتحقق. ومع قاعدة عملاء تتجاوز 80 مليونًا على مستوى المجموعة وقاطرة Moov Africa، يبدو التحوّل نحو موقعٍ ريادي قاري في الموبايل موني هدفًا قابلًا للإنجاز إذا اقترن بتمييزٍ حقيقي في التجربة، والشراكات، والأمان، والتسعير، وتغطية القنوات.

يعتمد هذا المقال على تقرير منشور في موقع Jeune Afrique حول “Le mobile money, nouvel accélérateur pour Maroc Telecom en Afrique subsaharienne”.