شهدت الساحة السياسية الفرنسية تحولاً ملحوظاً في موقف اليسار الراديكالي تجاه قضية "الصحراء الغربية". فبعد أن كان داعماً بشكل واضح لمطالب الجزائر وجبهة البوليساريو، أصبح أكثر توازناً، كما أفاد تقرير لصحيفة "لو فيغارو" الفرنسية الصادر الأربعاء
يأتي هذا التغيّر في وقت تضغط فيه كل من فرنسا والولايات المتحدة من أجل منح "الصحراء الغربية" حكما ذاتياً تحت السيادة المغربية. وقد أثار تغيير الموقف هذا تفاعلات لدى مؤسسات الدولة كما أشعل النقاشات على منصات التواصل الاجتماعي.
وبحسب الصحيفة، فإن قضية الصحراء، ورغم التغطية الإعلامية الواسعة للقضية الفلسطينية، إلا أنها جذبت اهتمام الدوائر الدبلوماسية هذا الصيف. فقد عززت جولة المبعوث الأمريكي مسعد بولوس، وخطاب العرش للملك محمد السادس الذي مدد فيه يده للجزائر، ورسالة دونالد ترامب مجدداً بدعم سيادة المغرب على الإقليم، كلها من زخم النقاش حول الملف.
وأشارت "لو فيغارو" إلى تصويت حاسم مرتقب في مجلس الأمن بخصوص مستقبل "الصحراء الغربية"، إذ ستلعب فرنسا دوراً محورياً في ما قد يكون تحوّلاً كبيراً في المقاربة الأممية. فهذه السنة، ولأول مرة منذ ثلاثة عقود، تسعى القوى الكبرى لتغيير ولاية بعثة المينورسو واستبدالها بمهمة جديدة "مانساسو" (بعثة المساعدة للتفاوض حول وضع الحكم الذاتي للصحراء الغربية)، وهي بعثة لن تُعنى بتنظيم استفتاء بل بمواكبة تطبيق مشروع الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.
وترى الصحيفة أن تبني هذه المهمة الجديدة يمثل مكسباً ديبلوماسياً بالغ الأهمية للمغرب، إذ سيكون لأول مرة مشروعه للحكم الذاتي ليس محل تُثمين فحسب، بل اعتراف دولي به كحل وحيد لهذا النزاع. كما أن ذلك سيسمح للمغرب بإخراج الإقليم من قائمة الأمم المتحدة للأقاليم "غير المتمتعة بالحكم الذاتي".
ويعزز هذا التحول الاعتراف بسيادة المغرب على "الصحراء الغربية"، ويدعم الملك محمد السادس في استراتيجيته ويسهم في تعزيز مكانة المغرب على المستويين الداخلي والدولي.